اقتصادكم 

أعلن كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية، لحسن السعدي، عن سلسلة من التدابير الاقتصادية الرامية إلى تعزيز تنافسية الصناع التقليديين ودعم تسويق منتجاتهم محليا ودوليا، بعد تسجيل القطاع نموا ملحوظا في صادراته بلغت 903 ملايين درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025، بزيادة 11% مقارنة مع الفترة نفسها من السنة السابقة، وكشف السعدي عن توقيع ثلاث اتفاقيات كبرى خلال عام 2025 بهدف إرساء دينامية تصديرية مستدامة ضمن رؤية تمتد إلى سنة 2027.

ومن أبرز هذه المبادرات ميثاق التجارة الخارجية 2025-2027 الذي يهدف إلى تقوية النسيج الاقتصادي الوطني وتعزيز علامة “صنع في المغرب” دوليا، ويخفض الميثاق الحد الأدنى للمعاملات السنوية للمقاولات المستفيدة من دعم التصدير من مليوني درهم إلى مليون درهم فقط، كما يطلق آلية تأمين عمومية لتغطية مخاطر التصدير، ويعزز حضور المنتجات المغربية في الأسواق الواعدة، كما شملت الاتفاقيات تدابير رقمية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتسويق الإلكتروني لمواكبة التحول العالمي في التجارة.

وفي إطار دعم التحول الرقمي، تم التوقيع على مذكرة تفاهم في ماي 2025 بين كتابة الدولة ومؤسسة دار الصانع ومجموعة البنك الشعبي وماستركارد، لإنشاء منصة رقمية وطنية ودولية لتسويق منتجات الصناعة التقليدية، وتطوير حلول دفع رقمية وعروض بنكية مناسبة للصناعية.

ورغم بلوغ صادرات سنة 2024 1.11 مليار درهم، أكد السعدي أن الطموح قائم لزيادة الحصة السوقية عالميا، خاصة مع تصدر منتجات الفخار بنسبة 36% من الصادرات، تليها الزرابي (20%) والملابس التقليدية (13%)، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الأولى في استيراد المنتجات المغربية بنسبة 44%، تليها فرنسا بـ14% وإسبانيا بـ7%، كما يتم تنفيذ برامج مهيكلة لمواكبة الصناع تشمل التدريب والتسويق وتحليل الأسواق، عبر منظومة يقظة استراتيجية أنتجت 30 تقريرا تحليليا وخريطة تفاعلية تضم 228 فعالية في 34 سوقا دوليا.

وتواكب هذه التدابير جهودا ميدانية لتعزيز البنية التحتية للقطاع، التي تشمل أكثر من 140 بنية إنتاج وتسويق و50 أخرى قيد الإنجاز، مع برامج موجهة للصانعات التقليديات بالعالم القروي ضمن مبادرة “دور الصانعة” ، كما تم تنظيم 70 معرضا وطنيا و10 معارض دولية سنة 2024، بمشاركة أكثر من 7000 عارض، إضافة إلى شراكات مع علامات عالمية كـ“غاليري لافاييت” و“إل كورتي إنجلس” ، وتعزز هذه الدينامية أيضًا عبر التسويق الإلكتروني الذي سجل نسبة رضا بلغت 91% من المستهلكين عالميا، ما يؤكد الانتقال التدريجي للصناعة التقليدية نحو نموذج اقتصادي أكثر تنافسية واستدامة.