اقتصادكم
علي كان جزءا من هذه الكوكبة الشيطانية، عندما كان في سن السابعة، كان عليه أن يشتغل بالسخرة في أحد المقاهي حيث تعرض لكل أنواع المعاملة السيئة. شتائم لم تحرك به ساكنا. وحين يبصقون في وجهه، يذيل ذلك بجملة سحرية كان يرددها في الصف في اليوم الموالي حينما يتلقى شتيمة من أحد الصبيان " لا، لست ابن العاهرة، أنا لقيط من الله، يجب أن تعرف مع من تتحدث يا أخي" كان يقول ذلك بنظرة هادئة كمن يمنحك الغفران. البعض يقرصون ردفيه، وآخرون يلصقون شفاهم المزرقة بسبب القهوة والتبغ الأسود على خدوده الطرية.
علي لم يكن يقول شيئا. هذا الصبي لم يكن يتذمر أبدا. لا شيء يحركه. أكتسب مناعة في سن السابعة، أصبح مزيتا كما كان يحب أن يقول. نعم، كل شيء كان ينزلق من على جسده الواهن. لا شيء يلتصق بهذا الجلد العذري الذي كان عليه أن يشهد الحزن باكرا جدا. معه تعلمت الإيمان بحتمية القدر في المدرسة كان دائما الأول بالصف أو الثاني بعدي، وعندما كنت أقول له: " تعرف يا علي، أود جدا أن أكون الثاني بشرط، ألا يكون هناك أول" كان يرد بابتسامة المقتدر، الماكر الصغير ابن الكلبة الذي يعرف أكثر، " ولكني لا أمانع في أن أكون الثاني فقط إذا كنت أنت الأول" هذا هو علي الصغير والطيب. مع هذا كان لاعب كرة قدم متميز، بعيونه الزرقاء الصافية البراقة، كان اللاعب المرتزق الأكثر طلبا في الحي. أعسر وأيمن في نفس الوقت. تحفة نادرةᴉ
قصير بساقين مقوستين قليلا، كان قادرا على تحقيق النصر لثلاثة أندية كبيرة في المدينة، أرادوا تحويله إلى قرد صغير منهك، بركلة قدم سحرية. " لا " هذا ما قاله لهم، في اليوم الذي توقفوا بسياراتهم الكبيرة عند بيت والديه، الذين كادوا يركلون مؤخراتهم " لا، كرة القدم إنها للأغبياء مثلكم في هذا البلد. ولو أن هذا سيغضبكم، توقفت عن اللعب، اجمعوا قذاراتكم واخرجوا، أخطأتم بالعنوان. لن استعمل حذاء رياضيا لأجل بهلوانات مثلكم " أيام بعد ذلك، شوه وجهه من قبل مجهولين عند خروجه من الثانوية، وتسببوا في كسر مزدوج في ساقه اليسرى، رضوض في الكتف وكدمات زرقاء على العينين، أخذتا وقتا طويلا قبل العودة الى بريقهما المعتاد. لا كرة قدم بعد هذا أبدا، رغم رغبته في لمس الكرة، غير أن ذلك لم يكن ممكنا، ساقيه باتا يرفضان مغازلة الكرة، انكسر سحرها، كما كان يقول: " يوجد معدن في ساقي، هل رأيت لاعبا جديرا بالاسم يلعب بقدم مرقعة ".
هذا الصغير كان لديه ثقالة في جناحه الغرᴉ يجب الاعتراف بهذاᴉ أيضا فرحة لم تكتمل، وحلم على الأقل، ولكن هكذا أفضل " اصبحت أنام مرتاحا يا أخي، لست مرتبطا بشيء، تعرف. أشق طريقي دون
انتظار شيء من أحد ". كان باردا وثقيلا في كلامه لدرجة أني رغبت في صفعه أو في خضه. لكني لا أستطيع ضربه، كان يزن ثلاثين كيلو فقط، الفتى الصغير كان نموذجا صارخا لسوء التغذية في مملكة الفقراء. ومع هذا كل الفتيات كن يضعفن أمامه. سعيد الحظ كان يحتفظ بمذكرة حديثة للغاية مع جميع الصفقات التي تم إبرامها وكذلك التي سيتم التفاوض بشأنها.
مكرمة عظيمة للبلد فيما يخص التربية الجنسية، ورومانسي أيضا، الأبيات الشعرية دائما لصيقة بشفاهه: " يا لروعة الجسد، يا للمثالية والجمال، يا لبوادر الحب، فجر الانتصار حين تنحني عند أقدامهن الآلهة الأبطال، إلاه الحب يرشق المنحوتة البيضاء، مغموران بزهر الثلج، الورد والنساء تحت أقدامهما الجميلة المتوجة ". من الواضح أن الفتيات لا يستوعبن مقطعا من كل هذه الثرثرة، أشعر بأني مدين لصديقي علي عن طيب خاطر، لكنه رحل إلى حيث نرحل جميعا وأخذ معه الكثير من الدهاء الذي طالما رصع عيونه. كان عندما يكون بمزاج أقل حيوية، يغني لهن: " تمطر في قلبي حينما يختبئ محيط خصرك في ثناياي المشتعلة " ... دائما بيت من الشعر المرتجل لإغوائهن ثم أغنية أو إثنين مع تلك النغمة النشاز لمن ليس لديه ما يتعلمه من الحياة.
- ماذا أيضا لأراه ولم أره في هذا المكان المهترئ الضائع حيث نموت على نار هادئة؟
- الكثير من الصباحات التي لم تشرق بعد، صديقي، يجدر بك التحلي بالأمل على أي حال.
-تحلى أنت بالأمل إذا كان هذا يريحك، أنا أعرف بماذا يعود علي، بالقرف يا أخي، حتى العنق، فجرك الطلائعي ليس له تأثير علي. انظر إلى المكان الذي تعيش فيهᴉ يجدر بك أن لا تتغابىᴉ
- هناك حالات أسوأ في كل مكان، ليس لدينا غير هذه الحياة، من الأفضل أن نفعل فيها شيئا قبل فوات الأوان يا أخي.
- لا لست فيها، عندما نكون بهذا القدر مصابون باللعنة، تجتمع عليك كل القذارات. نحن في حرب يا أخي. لكنك لا زلت لا تعرف. هل تظن بأن الحياة مناورة بسيطة؟ نشعر ببعضنا، نحافظ على طيبتنا
ونحن نسلم جثثا من وقت لآخر، أليست هكذا؟ فكرتك عن الحياة؟ إلهي المعبود ...أحيانا أظن أنك تتغابى لكي تتحمل بؤسك. ملاحظةᴉ هذا جيدᴉ على الأقل يسمح لنا بتبادل وجهات النظر، هكذا يقولون، صحيح؟
- مادام الأمر منته مسبقا، لماذا لا تذهب للبحث في مكان آخر؟
- عن أي مكان آخر تتحدث؟ هل تعرف أنت مكانا آخر حيث الناس سعداء؟ ثم إنني لا أريد الذهاب،
أريد البقاء هنا، أريد أن أتطعم، أن أتجرع الشر حتى النهاية، لأني إذا ما رحلت، أحدهم سيحتل مكاني، سوف يرث بؤسي، ألم تلاحظ بأن ما يحدث هنا يورث؟ وهذا ليس بحاجة لروابط عائلية ولا قطرة دم واحدة مشتركة مع شخص آخر بإمكانها جعلك تغنم ميراثه السعيد. دون أن يستأذنك، لكن يوما ما، ستجد نفسك تتألم أكثر من ذي قبل، لن تعرف ما السبب، ولكنه فقط جارك الذي يسترخي قليلا فوق ظهرك.
ثم هناك الثاني والثالث، إلى غاية الحياة الأبدية، إلى أن تصبح أنت بدورك أيضا عبئا على الجار. وتدور العجلة مثل خاتم الخلود، خاتم صديقك صاحب الشارب. لا شيء يمكنه إيقاف هذا التدفق، هو هكذا، عندما ينهمر السيل لا شيء يوقفه.