المغرب و"الكان".. دينامية اقتصادية غير مسبوقة ومشاريع تغير ملامح المملكة

كأس أفريقيا - 17-12-2025

المغرب و"الكان".. دينامية اقتصادية غير مسبوقة ومشاريع تغير ملامح المملكة

 

اقتصادكم – حنان الزيتوني


مع تبقي أيام قليلة لانطلاق كأس إفريقيا للأمم 2025، تتجه الأنظار نحو المغرب الذي يستعد لاحتضان هذا الحدث القاري الكبير، إذ يعتبر الكان فرصة مهمة للمملكة ليس فقط على الصعيد الرياضي، بل أيضا كمحرك اقتصادي وسياحي، ومن المتوقع أن يسهم في تعزيز مكانة المغرب كوجهة رياضية وسياحية متميزة، وتحفيز الاستثمار، وتحديث البنيات التحتية، وتسريع نمو الاقتصاد الوطني، إضافة إلى تعزيز حضور المملكة على الساحة الرياضية الإفريقية والدولية.

ويؤكد خبراء اقتصاديون أن تأثير هذا الحدث لن يقتصر على فترة تنظيمه فقط، بل سيمتد لسنوات طويلة، من خلال زيادة جاذبية الاستثمار وتحريك قطاعات حيوية في السوق الوطنية، خاصة السياحة، والنقل، والبناء، والخدمات.

استثمارات دافعة للاقتصاد قبل البطولة

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، يرى المحلل الاقتصادي محمد أفزاز أن جزءا مهما من المشاريع الكبرى التي تنفذ اليوم استعدادا لكأس العالم 2030 سينعكس مباشرة على "الكان 2025"، لا سيما في مجالات النقل، وتجهيز الملاعب، وتحسين المنظومات اللوجستية.

وأوضح أفزاز، في اتصال مع موقع "اقتصادكم"، أن المغرب دخل مرحلة استثمارية غير مسبوقة تشمل تطوير الملاعب ومراكز التدريب، وتحديث شبكات النقل والطرق، وهو ما يجعل "الكان" يستفيد عمليا من هذه الورش الكبرى، فحتى وإن كانت بعض المشاريع موجهة جزئيا لمونديال 2030، فإن التحسينات القائمة في النقل الجوي والبري ستخدم زوار كأس إفريقيا بنفس القدر، وتضمن تنظيما بمستوى عالمي.

وأشار أفزاز إلى أن رفع الطاقة الاستيعابية للفنادق والمنشآت السياحية، عبر إضافة 100 ألف سرير جديد، يمثل عنصرا أساسيا في قدرة المملكة على استقبال عشرات الآلاف من مشجعي المنتخبات الإفريقية.

بنية تحتية تتطور بسرعة

ويشير أفزاز إلى المشاريع الكبرى الجارية، وعلى رأسها توسعة مطار محمد الخامس ببناء محطة جديدة بكلفة 1.5 مليار دولار، والتي سترفع الطاقة الاستيعابية من 14 مليون إلى 35 مليون مسافر بحلول 2029، ورغم أن الأهداف النهائية موجهة للمونديال، فإن "الكان" سيكون أول اختبار عملي لهذه الطفرة في النقل الجوي.

كما تعمل المملكة على تطوير مطارات أخرى لرفع القدرة الإجمالية من 39 مليون إلى 80 مليون مسافر بحلول 2030، إضافة إلى توسعة شبكة القطارات وتعزيز الخطوط فائقة السرعة، وتنفيذ مشاريع طرقية تتجاوز قيمتها 1.3 مليار دولار، ويؤكد أفزاز أن هذه المشاريع ستسهل تنقل الجماهير والمنتخبات والإعلاميين خلال البطولة، مما يجعل "الكان" المستفيد الأول من هذه الأوراش المفتوحة.

"الكان" وتأثيره المباشر على الاقتصاد الوطني

ويرى أفزاز أن المغرب سيبدأ في جني ثمار هذه الاستثمارات حتى قبل مونديال 2030، حيث سيعزز "كان 2025" مداخيل الاقتصاد الوطني عبر تنشيط قطاعي السياحة والخدمات، ورغم أن الأرقام الدقيقة تتعلق بالمونديال، فإن قياس التأثير بالنظر إلى حجم "الكان" يؤكد أنه سيحرك الناتج الداخلي الخام ويمنح دفعة قوية للقطاعات التشغيلية.

ومن المرتقب وفق التوقعات الاقتصادية، أن يخلق هذا الحدث القاري آلاف فرص الشغل في مجالات البناء، واللوجستيك، والأمن الخاص، والنقل، والفنادق، كما سيرفع من وتيرة الإنفاق السياحي ويزيد من الطلب على الخدمات والسلع الاستهلاكية. إضافة إلى ذلك، ستستفيد صورة المغرب دوليا من التغطية الإعلامية المكثفة، مما يعزز جاذبيته الاستثمارية.

وتشير المعطيات إلى أن هذه الدينامية التي بدأها "الكان" ستستمر بشكل تصاعدي نحو المونديال، بما يضمن استدامة الأثر الاقتصادي لسنوات بعد انتهاء الحدث.