اقتصادكم- عبد الصمد واحمودو
يعتبرها البعض ملح كرة القدم، ويقول عنها البعض الأخر، إنها اللاعب رقم 12 في الملعب، في حين أن علماء كرة القدم يرونها دعامة أساسية وهي اللاعب رقم 1 في تشكيلة أي فريق.
الجماهير جزء لا يتجزأ من منظومة كرة القدم، لأجلها خلقت اللعبة وبفضلها تطورت وأصبحت قطاعا اقتصاديا يدر الأرباح، إن كانت كرة القدم صناعة تنتج فالمستهلك هي الجماهير.
وتنقسم الجماهير إلى عدة أصناف، منها المشجعين والمتفرجين والمساندين. في المغرب نعيش كمتتبعي كرة القدم مع ظاهرة التشجيع والمساندة الجماهيرية منذ 20 سنة، على مستوى الأندية المحلية.
واليوم انتقل النمط التشجيعي المعروف في المغرب عند جماهير الأندية بكل مقوماته ليحط رحاله في المدرجات خلف المنتخبات المغربية معلنا خلق دينامية جديدة وأجواء خاصة في مباريات الفريق الوطني الأول على الخصوص، إسوة بالأندية المغربية التي تتمتع بدعم جماهيري خرافي.
وبمناسبة كأس إفريقيا للأمم، حاولنا تقريب قراءنا من المجموعات التابعة للمنتخبات الوطنية، إلا أن هناك من استجاب لهذا النداء، ومنهم من اعتذر لأسباب تخصه.
ومجموعة "Rosso Verde"، حاضرة بقوة خلال الأعوام الماضية، وبدأت تعزز موقعها في المدرجات من خلال الإشعاع الذي تكتسبه وتوسع قاعدتها الجماهيرية.
كأس إفريقيا 2025، هي أول نسخة منظمة بالمغرب، ستحضر فيها هذه المجموعة على غرار باقي المجموعات لمساندة المنتخب المغربي من المدرجات، لذلك حاولنا التعرف أكثر على هذا الفصيل، من خلال حوار مقتضب، خص به محسن بوشيدة وهو من الأعضاء المؤسسين للمجموعة، موقع "اقتصادكم"، بغية فهم الفلسفة التشجيعية ومعرفة أهداف المجموعة.
الحوار:
من تكون مجموعة روسو فيردي ؟.. وكيف تأسست وهل هي مجموعة تشجيعية أم متشبعة بمبادئ التراس ؟
تأسست المجموعة في يونيو 2023، والفكرة جاءت بعد لقاء مجموعة من الجماهير في القطار، حيث واجهنا مجموعة من الإكراهات من بينها التذاكر، وغيرها من المشاكل المتعلقة باللوجيستيك، التي تواجهها الجماهير، الراغبة في حضور مبارايات المنتخب المغربي، سواء بسبب ظروفهم الصحية أو بسبب مشاكل متعلقة بالتأشيرة، لذلك كان من الضروري أن نجمع عدداً كبيراً من الأشخاص لنساعدهم ونواكبهم في هذا الموضوع.
الهدف الثاني كان هو محاولة تسهيل عملية التشجيع والتنقل مع المنتخب الوطني، تنظيم حضورنا داخل الملعب. نحن لسنا مجموعة "ألتراس"، لكن يمكن اعتبار طريقة التشجيع والأجواء التي نخلقها، شبيهة بأسلوب الألتراس سواء على المستوى الوطني أو العالمي.
أما بالنسبة لكأس إفريقيا، فهذه ليست أول مشاركة لنا، سبق لنا أن حضرنا في كأس إفريقيا بالكوت ديفوار، وقد عشنا عدة لحظات مميزة، من بينها رسالة المواساة التي وجهناها إلى اللاعب أمين عادلي الذي فقد والدته رحمها الله، وقد بدى متأثرا بذلك، بشدة في تلك الفترة، فكان من الطبيعي أن نسانده كما نساند جميع لاعبي المنتخب الوطني.
كأس إفريقيا المقبلة ستكون لها خصوصية لأنها ستقام في بلدنا. نحن حاليا في مرحلة التخطيط، ولا تزال أمور "التيفوهات" والرسائل غير واضحة بشكل نهائي، لكن الهدف الأساسي هو حشد أكبر عدد ممكن من المناصرين سواء من مجموعتنا أو من الآخرين الذين سيلتحقون بنا في المدرجات. وستكون هناك رسائل ووسائل تشجيعية سنسعى من خلالها إلى تحفيز المنتخب الوطني والتعبير عن حبّنا للوطن.
المجموعة ستحضر أول كأس إفريقيا في المغرب، كيف تنظرون إلى هذه التجربة وماذا أعددتم لها؟
وبالنسبة للأنشطة، نركز حاليا، على تنظيم فعاليات خيريّة بالتزامن مع المسابقات الكبرى، مثل كأس إفريقيا، نحاول من خلال هذه النشاطات تعزيز القيم، مستندين إلى ديننا الحنيف، مع مراعاة مختلف الفئات الهشة.
معنا مهندسون، وأفراد من المجتمع المدني، وأشخاص من مختلف فئات المجتمع، ونتعاون جميعًا في هذه المبادرات، بما في ذلك التشجيع. كما نشارك أيضًا في أنشطة خيرية، مثل الحملة الأخيرة، التي قمنا خلالها بحفر آبار وتوزيع عدة هدايا.
وقمنا بنشاط مشابه في جهة بولمان، ولاحقا إن شاء الله سيكون لنا نشاط خيري آخر في طور التخطيط، من المقرر أن يتم أواخر شهر دجنبر بالتزامن مع إحدى مباريات المنتخب الوطني في كأس إفريقيا.
المجموعة أسست من أجل تغيير النمط التشجيعي عند المنتخب، خصوصا هناك انتقادات كبيرة للطريقة التي يشجع بها المنتخب من طرف شريحة واسعة من الجماهير ؟
بالنسبة لأسلوب التشجيع المعتمد في المدرجات، فإننا نتبع نمطا نحاول من خلاله دائماً أن ننسقه ونعتمده بشكل رسمي مع الكاف ومع الجامعة، والحمد لله هناك تجاوب إيجابي.
العدد الكبير من الجماهير الذي يتواجد في الجهة التي اعتدنا على التواجد فيها يجعل مسؤوليتنا أكبر، وهذه الجهة التي نطلق عليها "الكورفا" أو "الفيراج" تتميز بوقوف الجماهير، طوال 90 دقيقة للتشجيع دون توقف.
ودورنا كمجموعة هو تنظيم هذا الجمهور، وتوجيهه، وتحفيزه، للبقاء على نفس الحماس طيلة 90 دقيقة كاملة.
الغاية واضحة من تواجدنا في الملعب، وهي الوقوف 90 دقيقة كاملة لدعم المنتخب، ليبذل اللاعبون بدورهم أقصى ما لديهم فوق أرضية الملعب، كي تبقى كأس إفريقيا في المغرب.
وكما هو معروف، فإن فئات الجماهير التي تحج إلى الملاعب لدعم المنتخب الوطني تختلف كثيراً عن فئات جماهير الأندية الوطنية، حيث نجد العائلات، والأمهات، والأطفال، وجميع فئات المجتمع،
وبطبيعة الحال المدرجات حق للجميع، لكن نفضّل أن يكون الأشخاص المتواجدون في منطقة التشجيع المنظم مستعدين للمساهمة في الأجواء الحماسية.
ولهذا، عندما تكون لدينا أناشيد أو إيقاعات سهلة للحفظ، نقوم بتعميمها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كي تصل إلى أكبر عدد من الناس، ويتمكنوا من مواكبة الإيقاع داخل المدرجات.
نحتاج من بقية الجماهير أن ينسجموا معنا، وينصهروا مع أسلوب التشجيع المنظم الذي يقوده المنسقون، والذين يسهرون على التنسيق مع مختلف جهات الملعب حتى تكون الأجواء موحّدة ومشجّعة للمنتخب الوطني.
ماهي مصادر تمويل المجموعة، وهل الجامعة تساهم مع المجموعة خصوصا في التيفوهات ؟
بخصوص تمويل المجموعة، فهو ذاتي 100%. لم نتلق أي دعم لا من الجامعة الملكية المغربية ولا من أي جهة أخرى، كل التنقلات، وكل "التيفوهات"، وكل الأنشطة التي نقوم بها ممولة ذاتيا من طرف أعضاء المجموعة دون استثناء.
كيف تستقطب روسو فيردي المشجعين، هل هناك انخراط أم أن المجموعة ترحب بأي شخص التحق بها في المدرجات؟
أما الالتحاق بالمجموعة، نخصص مدة انخراط، لا تتعدى شهرين في بداية الموسم. قيمة الانخراط تتراوح بين 50 درهما و100 درهم، ويتم تحديدها حسب قدرة كل شخص، لأن هناك فئة لا تستطيع لأداء 100 درهم كواجب انخراط، ما يدفعنا إلى تخفيض المبلغ إلى 50 درهما.
أما أعضاء المكتب، فمساهماتهم تكون أعلى، وقد تصل إلى 600 أو 700 درهم حسب استطاعة كل فرد، وذلك لتوفير سيولة مالية تغطي الأنشطة المنتظرة.
هذا الموسم، نحن أمام مجموع من المنافسات منها كأس العرب، كأس إفريقيا، ثم كأس العالم في نهاية الموسم، لذلك من المهم أن تبقى خيارات الانخراط مفتوحة.
وطبعا، أي شخص انخرط أو يريد تجيدي الانخراط هذه السنة، فنحن نرحب به، لأن الهدف انضمام أكبر عدد ممكن من الناس حتى يكون المشهد في المدرجات كما نريده جميعا.
اشكالية التنسيق مع المجموعات الاخرى كيف ستتناولونه في كأس إفريقيا، فعلى سبيل المثال في مباريات المنتخب المغرب في قطر كان هناك ضغط رهيب في حين أنه غاب في مجموعة من المباريات ؟
فيما يخصّ إشكالية التنسيق، نحن لا نختلف في هذا الموضوع، لأن كل مجموعة لها مبادئها ومصادر تمويلها التي تختلف عن الأخرى، وهذه تبقى خصوصيات نحترمها.
أما فيما يتعلق بالجهة، فنحن لا نُفاتح المجموعات الأخرى في هذا الأمر، وليس لدينا أي مشكل في أن تلتحق أي مجموعة بالمدرجات، ويكون هناك تنسيق شامل. وإن توفرت إمكانية الجلوس معا والتفاهم، والتوافق، فإن ذلك لن يعود إلا بالنفع على الجمهور المغربي بصفة خاصة وعلى المنتخب الوطني كذلك.
وعند الحديث عن التنسيق، فمن المهم الإشارة إلى أنه يوجد حاليا، تنسيق مع مجموعة من المشجعين المغاربة في قطر، الذين ينظمون أنفسهم بجهودهم الخاصة، سواء بشكل جماعي أو فردي.
وهذا ما جعلنا نرى مستوى رائع من التنظيم والتشجيع، في المباراة الأولى للمنتخب الوطني، حيث كان صوت الجمهور حاضرا بقوة، وشاهدنا ثقافة جديدة في التشجيع تختلف عن المباريات الأخيرة التي كانت في طنجة أو في مجمع الأمير مولاي عبد الله.