اقتصادكم-حنان الزيتوني
بعد سنوات من النقاش حول شكايات المواطنين المتعلقة بسيارات الأجرة الصغيرة والمتوسطة، يظهر اليوم مؤشر جديد على تحسن ملموس في قطاع النقل العمومي، فقد أسهمت آليات المراقبة الحديثة، وعلى رأسها "الزبون السري"، في ضبط المخالفات وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، وذلك بالموازاة مع التظاهرات الكبرى التي يشهدها المغرب اليوم مثل كأس إفريقيا للأمم.
خلية "الزبون السري"
وفي هذا السياق أكد خالد الإدريسي، رئيس جمعية الأعمال الاجتماعية لسائقي سيارات الأجرة الصغيرة بالرباط، أن قرار 11.03 أسس لجنة دورية تعقد أسبوعيا لمناقشة شكايات المواطنين، مشيرا إلى انخفاض تام في عدد هذه الشكايات خلال الفترة الأخيرة.
وأضاف الإدريسي في اتصال مع موقع "اقتصادكم": "هذه اللجنة صارمة، وتصدر أحكاما تصل إلى حد السحب النهائي للرخصة، مع العلم أن مصالح وزارة الداخلية شملت نحو 50% من العاصمة الرباط في إحصائياتها الأخيرة".
وأورد المتحدث ذاته، أن خلية "الزبون السري" تأتي كجزء من هذه الاستراتيجية، حيث يقوم المراقب باستخدام سيارة الأجرة في ظروف عادية دون أن يعرفه السائق، ما يتيح رصد المخالفات بشكل موضوعي ودقيق، سواء تعلق الأمر بعدم تمكين الزبون من اختيار الوجهة، أو عدم احترام الهندام، أو نظافة المركبات.
نجاح التجربة خلال "الكان"
وأوضح الإدريسي أن نتائج مراقبة "الزبون السري" كانت إيجابية بشكل كبير خلال كأس إفريقيا للأمم إلى حدود الساعة، إذ لم تسجل أي مخالفات تذكر خلال الأسبوع الثاني من التظاهرة، ما يعكس نجاعة هذه المبادرة.
وأضاف: "هذه التجربة لقيت ترحيبا من المسؤولين النقابيين والجمعويين، لأنها تخدم المواطن وتسهم في إصلاح القطاع بشكل مستمر."
انتظام أفضل للقطاع
وأشار المتحدث إلى أن سيارات الأجرة، سواء في المحطات الطرقية أو داخل المدينة، تعرف حاليا انتظاما واضحا في احترام الضوابط القانونية.
وتابع قائلا: "السائقون ملتزمون بالقوانين الجاري بها العمل، مما يضمن خدمة أفضل للمواطنين، خاصة خلال التظاهرات الكبرى التي تحتضنها المملكة".
ويأتي هذا التحسن وفق المتحدث، كنتيجة للتخطيط الجيد واشتغال خلية الزبون السري، إلى جانب متابعة دقيقة من مختلف الأطراف المعنية، ما يعكس التزام المغرب بالارتقاء بجودة خدمات النقل العمومي وحماية حقوق المواطنين.