لهذا لم ينعكس التتويج بكأس العرب للأندية على ميركاتو الرجاء

مال واعمال - 06-01-2022

لهذا لم ينعكس التتويج بكأس العرب للأندية على ميركاتو الرجاء

مهدي حبشي

استبشر جمهور نادي الرجاء الرياضي بتتويج النسور الخضر، الصيف الماضي، بكأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال. يكمن السر وراء ذلك في الجائزة المالية الضخمة التي يحظى بها النادي المتوج، والتي تبلغ ستة ملايين دولار أمريكي (6 مليارات سنتيم).

وتوقع مراقبون أن يكون ذلك التتويج زغرودة انفراج الأزمة المالية التي خنقت النادي لأعوام عدة، وأن يكون انعكاسها الأول على مستوى تعاقدات النادي.

بيد أن تعاقدات الرجاء خلال السوق الصيفية الماضية لم ترقَ لتطلعات جمهوره، بل تخلت إدارة النادي عن لاعبين بارزين؛ يتعلق الأمر بالمهاجم بين مالونغو والجناح سفيان رحيمي، اللذين انتقلا للدوري الإماراتي. ما يطرح علامات استفهام عدة بشأن فوائد اللقب العربي على ميزانية "نادي القرن".

ولم يساعد اللقب العربي الثمين نسور العاصمة الاقتصادية على الصمود في وجه إغراءات السوق الخليجية، بحيث سرح النادي نجمه سفيان رحيمي لنادي  العين الإماراتي لقاء 3 ملايين دولار. كما تنازل اللاعب عن 400 مليون سنتيم من مستحقاته التي في ذمة الرجاء. وانتقل الهداف بين مالونغو بدوره إلى الشارقة الإماراتي مقابل ما يناهز 4 مليار سنتيم مغربي.

وقال مصدر مطلع لـ"اقتصادكم" إن الرجاء استفاد بعد التتويج باللقب العربي من أربعة مليارات سنتيم لا ستة كما كان رائجاً، وذلك لكونه استلم أقساط مهمة من المبلغ الإجمالي خلال الأدوار السابقة للنهائي، والتي لُعبت في مجملها قبل عام كامل أو ما يزيد، ودخلت بالتالي في ميزانية العام الماضي. 

وأكد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، على أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم خصمت من المبلغ المذكور 200 مليون درهم كانت قرضاً في ذمة نادي الرجاء من الجامعة نفسها.

أزمة "كورونا" تُفقد الكأس العربية بريقها

ولئن لم ينفِ مصدرنا أن الرجاء تخفف من عبء الأزمة إلى حد بعيد، غير أنه يعزو عدم انعكاس ذلك بشكل ملحوظ على الميركاتو الصيفي الأخير للأزمة الأخرى التي خلفها فيروس "كورونا" المستجد، والتي جعلت منحة الكأس العربية بالكاد تكفي لسداد الديون واستقرار الوضع المالي للنادي، دون تحقيق فائض مهم يُصرف في الانتدابات.

وفسر متحدثنا ذلك قائلأً: "بسبب أزمة كوفيد-19 أقفِلت الملاعب لنحو موسمين، وهو ما كبد الرجاء خسائر جمة باعتباره أحد الأندية الوطنية الأكثر جماهيرية واستفادة من سِعة مركب محمد الخامس، ما كان يدر عليه مداخيل لا يُستهان بها".

علاوة على ذلك شهدت مداخيل الرجاء تدهوراً عنيفاً بسبب انخفاض مداخيل المُعلنين والرعاة؛ "هذا بدوره من مخلفات غياب الجماهير عن الملاعب، فالملاعب الممتلئة بالمشاهدين هي عامل الجذب الأول بالنسبة لعقود الرعاية والإشهار" يقول مصدر اقتصادكم.

يشهد على ذلك التقرير المالي للنادي برسم موسم 2020-2021، الذي أبان عن عجز ميزانية النادي بما يزيد عن 4 مليارات سنتيم، بحيث بلغت مصاريفه 14 ملياراً ولم تتعد المداخيل 10 مليارات. بيد أن التقرير المالي الأخير، الذي صودق عليه في يونيو الماضي، لا يأخذ بعين الاعتبار مداخيل التتويج بالبطولة العربية وصفقتي انتقال سفيان الرحيمي وبين مالونغو. التي يفترض أن تُضمّن في التقرير المالي للعام المقبل.

التحول لشركة هو الحل

في قراءته لوضع النادي الأخضر مالياً، أكد مصدرنا أن المشكلة تكمن في عدم تنزيل نظام الشركات على مستوى الأندية المغربية؛ "تفعيل نظام الشركات سيفضي إلى الحكامة المالية، وسيجعل الأندية المغربية تنفق وفقاً لمداخيلها تفادياً للإفلاس؛ في الوقت الراهن هناك مصاريف غير معقولة تفوق المداخيل".

ويذهب المصدر إلى وجود سوء تدبير رياضي ومالي وتقني داخل أسوار النادي: "الرجاء تعاقد مع لاعبين مقابل ملايين السنتيمات، وبرواتب فلكية، ومكنهم من علاوات ومزايا تثقل كاهل ميزانيته: من قبيل كراء الشقق السكنية... بالرغم من أن بعضهم لم يقدم للنادي أي إضافة فنية، بل إن البعض لم يشارك سوى دقائق معدودة".

"بعضهم رفعوا دعاوى قضائية ضد الرجاء كبدته خسائر مادية فادحة، اقتطعتها الجامعة والفيفا من مداخيله إرضاءً للاعبين لم يضيفوا شيئاً للفريق".

اقتصادكم سألت عن هذا الأمر ، نجيب الصنهاجي، الخبير والمسؤول السابق عن مالية الرجاء، حيث قال إن غياب أندية عتيدة عن البطولة الوطنية لسنوات عدة من قبيل الكوكب المراكشي والنادي القنيطري، فضلا عن تراجع إشعاع أندية أخرى كالمغرب الفاسي والمولودية الوجدية، قلص من جاذبية البطولة الوطنية، ما أثر دون شك على مداخيل أنديتها؛ "أضف إلى ذلك شغب الجماهير، هذه الأمور تؤثر سلبا على سمعة البطولة الوطنية وتنفر المستشهرين؛ وهي بذلك تضر بمداخيل الأندية".

ولاحظ المتحدث في تصريحه لـ"اقتصادكم"؛ أن الأندية لم تعد تهتم بالتكوين؛ "تكوين اللاعبين من الفئات السنية الصغرى وبيعهم يُعد مصدراً مهماً للدخل، الرجاء استفاد في السنوات الأخيرة من صفقة انتقال بدر بانون ورحيمي بمبالغ محترمة، لكن ذلك غير كافٍ، في الماضي كانت الأندية المغربية تكوِّن سنوياً العديد من النجوم القابلة للاحتراف، وتنعش بذلك ميزانياتها".

وحاولت "اقتصادكم" التواصل مع فاضل عبدلاوي، أمين مال نادي الرجاء الرياضي للتعليق على هذه المعطيات، إلا أنه رفض الاستجابة.