"حجارة الجوع" تدق ناقوس خطر حقيقي بشأن ندرة المياه

ملفات خاصة - 30-08-2022

"حجارة الجوع" تدق ناقوس خطر حقيقي بشأن ندرة المياه

 

اقتصادكم
 
"من يراني الآن سيبكي".. "ستزدهر الحياة مرة أخرى مع اختفاء هذا الحجر".. "هكذا كانت المياه ضحلة في 1417".. إنها مجرد نماذج لرسائل مرعبة عُثر عليها مكتوبة في "حجارة الجوع" في بعض الدول الأوروبية، التي جاءت لتدق ناقوس خطر حقيقي يظهر حجم المأساة التي تواجه البشرية، المتمثلة في النقص الحاد للمياه.
 
عثر أحد سكان مدينة ديسين شمال جمهورية التشيك على صخرة في مجرى للأنهار نُحتت عليها عبارة مثيرة للذعر: "إذا كان بإمكانك رؤيتي، فما عليك إلا بالبكاء"، وبعد ذلك توالت عملية اكتشاف "حجارة الجوع" في أنحاء مختلفة من التشيك وألمانيا وبلدان أوروبية أخرى، لتكشف خطورة الوضع الذي يهدد العالم.
 
ولا يمكن رؤية "حجارة الجوع" إلا عندما تصل مستويات مياه الأنهار إلى مستويات جد منخفضة، وتعود معظمها إلى فترات متقطعة بين القرنين 15 و19، وتمثل ما يشبه نصبا هيدروليجيا في بعض الأنهار بدول أوروبا الوسطى، يُكشف عنه عند انخفاض منسوب المياه.
وتم العثور إلى حد الآن على 12 صخرة من "حجارة الجوع"، بالقرب من مدينة ديسين التشكيلية بمحاذاة الحدود الألمانية، وعند ملتقى نهري "إلبه" و"بلاوتشنيس"، ويبقى أقدم حجر مرئي هو ذلك الذي دُونت عليه سنة 1616. 
 
وتعتبر هذه الحجارة بمثابة تقويم تاريخي لسنوات الجفاف والجوع، إذ تحتوي على تواريخ وعبارات تحذيرية، إذ تمكن فريق من علماء الآثار التشيكيين من توثيق سنوات 1417 و1616 و1707 و1746 و1790 و1800 و1811 و1830 و1842 و1868 و1892 و1893 على الصخر، وتصنيفها على أنها سنوات الجوع التي ضربت البلاد بسبب الجفاف ونقص الغذاء والماء وارتفاع الأسعار.
 
وإلى جانب "حجارة الجوع"، كشف فصل الصيف الجاري عن العديد من التحذيرات، فالجفاف وتراجع منسوب المياه، أماط اللثام عن العديد من المفاجآت، من قبيل العثور على كنوز أثرية من بينها آثار قديمة تنتمي إلى عصور ما قبل التاريخ في إيرلندا، بالإضافة إلى قرية ألمانية مفقودة كانت قد غمرتها المياه، وحديقة مزخرفة من القرن 17 في إنجلترا.
 
وتعاني القارة الأوروبية من موجة جفاف وُصفت بأنها الأسوأ منذ 500 سنة، وسط تحذيرات من قبل باحثين أكاديميين من أن ندرة المياه ستزداد خلال العقود المقبلة بسبب تغير المناخ.
 
وفي نفس السياق، وجه البنك الدولي تحذيرا شديدا بشأن ندرة المياة، مشيرا إلى أن  الطلب على الماء سيفوق العرض بنسبة 40% بسبب التغييرات المناخية. وأكد البنك الدولي أن المياه الجوفية تتعرض للاستغلال بشكل مفرط إضافة إلى عوامل أخرى مرتبطة بالتلوث.
ونبه البنك الدولي من أن الضرر سيطال الفئات الفقيرة والأكثر احتياجا على نحو غير متكافئ، ما سينتج عنه تنامي عدم المساواة، ودعا إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات جذرية على مختلف المستويات.