وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن رفقة نظيره المغربي ناصر بوريطة- ارشيفية
اقتصادكم + و م ع
أكدت كتابة الدولة الأمريكية، امس الاثنين، أن "الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب راسخة في المصالح المشتركة في مجال السلم والأمن والازدهار الإقليمي".
وأوضحت الدبلوماسية الأمريكية، في بلاغ صدر بمناسبة زيارة رئيس الدبلوماسية الأمريكية أنتوني بلينكين إلى المغرب، أن الأمر يتعلق بعلاقة عريقة بين واشنطن والرباط يعود تاريخها إلى إبرام معاهدة السلام والصداقة سنة 1787، حيث كان المغرب أول دولة تعترف بالولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في بلاغ له، إن الولايات المتحدة "عازمة على توسيع مجالات التعاون الثنائي مع المغرب"، مذكرا، في هذا الصدد، بنتائج الدورة الأخيرة للحوار الاستراتيجي الذي انعقد مؤخرا في الرباط بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونائبة كاتب الدولة الأمريكي، ويندي شيرمان.
حقوق الإنسان
وعلاوة على الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، فإن البلدين "ينخرطان بشكل منتظم في قضايا حقوق الإنسان، وخاصة النهوض بحريات التعبير وتأسيس الجمعيات، وإصلاح العدالة الجنائية، وحقوق المرأة والمساواة بين الجنسين، وشفافية العمل الحكومي".
وذكرت واشنطن، في هذا السياق، أن شهر مارس الجاري يشكل بداية آخر سنة لاتفاق يمتد لخمس سنوات بقيمة 460 مليون دولار تديره مؤسسة تحدي الألفية في الولايات المتحدة.
وقال "إن الولايات المتحدة والمغرب تعملان، سويا، على تطوير التعليم وفرص الشغل لفائدة الشباب في جميع أنحاء المملكة، فضلا عن إنتاجية الأراضي والحقوق العقارية للنساء في المناطق القروية".
التعاون العسكري
وفي ما يتعلق بالتعاون العسكري، ذكر البلاغ أن "المسؤولين العسكريين المغاربة والأمريكيين شرعوا بالفعل في أعمال التخطيط لتمرين "الأسد الإفريقي" برسم هذه السنة، وهو أكبر تمرين عسكري في إفريقيا وعنصر رئيسي في الشراكة الأمنية المغربية الأمريكية"، مبرزا أن تمرين 2021، الذي أجري في يونيو في جميع أنحاء المملكة، كان الأهم من نوعه منذ بدء الحدث التدريبي السنوي في 2004.
التعاون الصحي
وبخصوص التعاون في التصدي لكوفيد، جددت الولايات المتحدة التزامها بمواصلة دعم مكافحة المغرب للوباء من حيث دعم عملية التلقيح والتكوين والتحسيس للتصدي لهذا الوباء وغيره من الأمراض المعدية.
كما أبرزت، في هذا السياق، التعاون مع وزارة الصحة والشركاء الآخرين من أجل "التحسيس بمخاطر كوفيد 19، وتكوين الأطر الصحية، ودراسة نجاعة اللقاحات، وتحسين سلسلة تبريد اللقاحات في المغرب، وتوفير المعدات ومستلزمات النظافة والمختبرات".
الريادة الطاقية
ونوهت الولايات المتحدة بالالتزام "الواضح" للمغرب لفائدة الطاقات المتجددة، معتبرة أن المملكة تستحق كل الثناء بالنظر إلى ريادتها المعترف بها في مجال العمل المناخي.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن التزام المملكة ببلوغ 52 في المائة من حجم القدرة الإنتاجية للطاقات المتجددة بحلول 2025 يظل أمرا "مذهلا، يتعين على العالم أن يأخذه بعين الاعتبار".
وذكرت الدبلوماسية الأمريكية أن "المغرب يعد رائدا في الانتقال نحو الطاقات المتجددة والعمل المناخي"، مبرزة أن "الطاقات المتجددة أصبحت تمثل 45 في المائة من إجمالي إنتاج الكهرباء".
وأضافت أن المغرب "يعمل ليضاهي التزام الحكومة الأمريكية ببلوغ صافي صفر كربون بحلول عام 2050".
وأبرزت الدبلوماسية الأمريكية أن "المغرب والولايات المتحدة واعيان بالأهمية البالغة للعمل سويا لمكافحة أزمة المناخ"، مشيرة إلى أن أحد الانشغالات الرئيسية للمغرب في مجال المناخ ترتبط بندرة المياه، وذلك بالنظر إلى توقعات بانخفاض التساقطات المطرية وارتفاع نسبة الجفاف.
شريك استراتيجي
واعتبرت كتابة الدولة الأمريكية، المغرب "شريكا يتمتع بالاستقرار ورافدا للأمن".
وقالت في السياق ذاته "إننا نقدر المغرب بصفته شريكا يتمتع بالاستقرار ورافدا للأمن، لدوره القيادي في ما يتعلق بالمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ودوره الداعم داخل التحالف العالمي لهزيمة تنظيم "داعش"، خاصة الرئاسة المشتركة لمجموعة التفكير حول إفريقيا التابعة للتحالف، واستضافته للاجتماع الوزاري المقبل للتحالف في ماي".
وذكرت كتابة الدولة الامريكية بأنه خلال الدورة الأخيرة للحوار الاستراتيجي الذي انعقد مؤخرا في الرباط بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونائبة كاتب الدولة الأمريكي، ويندي شيرمان، تعهد البلدان بـ"مواصلة تكثيف التعاون للتصدي للإرهاب، سيما ضد الجماعات الإرهابية مثل (داعش) و(القاعدة)".
وتجدر الإشارة إلى أن أنتوني بلينكين، سيجري خلال هذه الزيارة، محادثات مع عدة مسؤولين مغاربة سامين، وهي فرصة لاستعراض مختلف الجوانب لتعاون وطيد ومتعدد الأشكال بين حليفين يتقاسمان نفس الرؤية والقيم والعزم على فتح آفاق جديدة لشراكة في خدمة التنمية والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.