المغرب على أبواب تقنين التعاملات الرقمية.. فما هو الفرق بين العملة الرقمية والأصول المشفرة؟

اتصالات و تكنولوجيا - 07-12-2024

المغرب على أبواب تقنين التعاملات الرقمية.. فما هو الفرق بين العملة الرقمية والأصول المشفرة؟

اقتصادكم - سعد مفكير

 

بات المغرب بصدد اعتماد مشروع قانون لتنظيم استخدام العملات المشفرة، من أجل وضع إطار تنظيمي يجمع بين الابتكار التكنولوجي وحماية المستهلك، مع الاستفادة من التجارب الدولية في هذا المجال. 

وأعلن والي بنك المغرب، عبد اللطيف الجواهري، في 26 نونبر 2024، أن مسودة القانون جاهزة وتخضع حاليًا لعملية الاعتماد. كما أن البنك المركزي يدرس إمكانية إصدار عملة رقمية (CBDC) لتعزيز الشمول المالي وتحقيق أهداف السياسات العامة. وتختلف هذه العملة الرقمية عن الأصول المشفرة اللامركزية، من حيث أنها ستكون تحت إشراف البنك المركزي. 

وسبق للمغرب أن حظر استخدام العملات المشفرة سنة 2017، لكن الاستخدام غير الرسمي لها استمر بين المواطنين. ويأتي هذا التوجه الجديد في إطار جهود السلطات المغربية لتنظيم هذا القطاع ومواكبة التطورات العالمية في مجال التكنولوجيا المالية.

وبالتالي فإن بنك المغرب يعمل حاليًا على مسارين متوازيين، تنظيم استخدام الأصول المشفرة، ودراسة إمكانية إصدار عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC)، فما هو الفرق بين العملة الرقمية والأصول المشفرة؟

وقال أمين سامي، المحلل الاقتصادي والخبير في التخطيط الاستراتيجي، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، إن العملة الرقمية (Digital Currency)، هي نسخة إلكترونية توجد على حامل إلكتروني، تصدرها وتديرها البنوك المركزية. وتُعتبر أداة قانونية للتداول، كما أن قيمتها تعادل قيمة العملة التقليدية.

 وتتميز العملة الرقمية، حسب الخبير الرقمي، بمجموعة من الخصائص : 

1 . على مستوى المصدر:
تُصدر من قبل جهة رسمية مركزية مثل البنك المركزي.

2 . على مستوى الاستخدام:
تُستخدم كوسيلة دفع رسمية، وتُساهم في تسهيل المعاملات اليومية، من خلال تقليل تكلفة التحويلات، وتعزيز الشمول المالي.

3 . على مستوى القيمة:
فقيمتها ثابتة لأنها ترتبط بالعملة الوطنية (مثل الدرهم الرقمي في المغرب).

4 . على مستوى المزايا:
تتميز بعدة مزايا منها، الشفافية، الأمان، والاعتماد الحكومي. وتُعتبر وسيلة لتقليل تداول النقد الورقي والحد من الاقتصاد غير الرسمي أو (الاقتصاد غير المهيكل). 

5 . على مستوى التكنولوجيا المستخدمة:
لا تعتمد بالضرورة على تقنية البلوكشين، بل يمكن تشغيلها على أنظمة تقليدية.

أما الأصول المشفرة (Crypto Assets)، يوضح الخبير، تعتمد على تقنية البلوكشين والتشفير، ولا تُصدر من جهة مركزية. وتشمل العملات المشفرة (Cryptocurrencies) مثل البيتكوين، وأصولًا أخرى مثل الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وتتميز بعدة خصائص تميزها عن العملات الرقمية نذكر منها : 

1. على مستوى المصدر:
تُصدر بطريقة لامركزية عن طريق شبكات البلوكشين.

2. على مستوى الاستخدام:
تُستخدم كوسيلة استثمار، أو تخزين قيمة، أو في بعض الأحيان كوسيلة للدفع. كما تُستخدم أيضًا في تطوير تطبيقات لامركزية وعقود ذكية.

3 . على مستوى القيمة:
متقلبة وتعتمد على العرض والطلب في السوق.

4 . على مستوى المزايا:
تعتمد على اللامركزية، والابتكار، والقدرة على تخزين القيمة بعيدًا عن الأنظمة التقليدية. مما يتيح لها التفاعل مع الاقتصاد الرقمي العالمي.

5 . على مستوى التكنولوجيا المستخدمة:
فهي تعتمد بالكامل على تقنية البلوكشين والتشفير لضمان الشفافية والأمان. ومن أمثلة العملات المشفرة، نجد بيتكوين وإيثريوم، أو الرموز المميزة (Tokens) مثل USDT أو Chainlink.

وبالتالي فإن العملة الرقمية هي أداة قانونية رسمية تُصدرها الدولة وتركز على تعزيز النظام المالي الوطني، أما الأصول المشفرة تمثل ابتكارًا عالميًا لامركزيًا يعتمد على البلوكشين. وتمثل الأصول المشفرة أصولًا استثمارية أو وسائل دفع بديلة تُستخدم في سياقات مختلفة عن العملات الرقمية الحكومية، وبالتالي فهي غالبًا خارج إطار الرقابة الحكومية، مما يجعلها أكثر مخاطرة.