اقتصادكم
نظمت "هواوي"، الشركة الرائدة عالميا في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الدورة الأولى لملتقى "محادثات هواوي" "Huawei Talks" بمشاركة مع المؤسسة الإعلامية المغربية "Le Matin".
وجمع هذا الحدث مشاركين من آفاق مختلفة لمناقشة موضوع " الرأسمال البشري : رهان أساسي للاقتصاد الرقمي "، ومحاولة تقديم حلول لهذا الرهان الذي يكتسي أهمية خاصة في سياق تسارع رقمنة المقاولات الخاصة والإدارة العمومية على السواء.
وتتخذ محادثات هواوي شكل سلسلة ندوات فصلية (تنظم مرة كل ثلاثة أشهر) مصممة في صيغة مبتكرة، والتي تجمع خبراء من مختلف الآفاق لمناقشة وإيجاد حلول للتحديات القطاعية، وأبرزت هذه الدورة أهمية الرأسمال البشري وضرورة تنمية الكفاءات الرقمية لدى الموارد البشرية بالنظر إلى الأهمية المتزايدة التي أصبحت تكتسيها الرقمنة في مجال النمو والتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وينسجم هذا الحدث الغير مسبوق مع رؤية هواوي المغرب التي تعمل بدون كلل من أجل النهوض بالرأسمال البشري، من خلال اقتراح مختلف برامج ومبادرات التكوين في ميدان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف تنشيط المنظومة الرقمية.
فيما يتعلق بهذه الدورة، تمت دعوة ستة متدخلين ينتمون إلى هيئات كبرى ومقاولات ذائعة الصيت في المنطقة، المعروفة بشكل خاص بانخراطها في هذه الإشكالية، من بينهم هشام شيكر رئيس الجمعية المغربية لمستعملي النظم المعلوماتية، سلمى كريم مديرة الرأسمال البشري والابتكار لدى وكالة التنمية الرقمية، سعد برادة مدير شؤون الموظفين لدى أنتيلسا، نبيل أوشاكور المدير التنفيذي المكلف بصورة المؤسسة لدى هواوي المغرب، جمال بلحرش الرئيس المدير العام والمدير التنفيذي للتصميم لدى الدولية للاستشارة، إضافة إلى رشيد حلاوي مسير الجلسة.
تم اختيار موضوع الملتقى بهدف إبراز الأهمية البالغة التي أصبح يكتسيها الاستثمار في الرأسمال البشري بهدف التمكين من الاستجابة السريعة لارتفاع الطلب على الكفاءات الضرورية لمواجهة الانعطاف الرقمي. فعلى الرغم من أن المغرب قد أنجز تقدما ملحوظا في مجال تنمية منظومته الرقمية، إلا أن الطريق لا يزال طويلا، وأكد المتدخلون على أهمية التكوين في مجال الكفاءات الرقمية من أجل تحقيق النجاح في الانتقال نحو مفهوم فعلي لـ "الأمة الرقمية".
وشدد هشام شيكر، رئيس الجمعية المغربية لمستعملي النظم المعلوماتية، على أهمية انخراط المقاولات في تكوين الشباب بهدف انبثاق اقتصاد رقمي، مضيفا " تشمل استراتيجية التحول الرقمي في أفق 2030 إحداث برامج للتكوين الرقمي المكثف الموجه للشباب المهرة من أجل تسريع تنمية الكفاءات المغربية،ومن حسن الحظ أنْ نرى أنَّ المقاولات المغربية اليوم تستثمر بنشاط في هذا المجال بتعاون مع المدارس والجمعيات بهدف تكوين الشباب في مهن التكنولوجيا ".
من جانبها، تحدثت سلمى كريم، مديرة الرأسمال البشري والابتكار لدى وكالة التنمية الرقمية، عن وقع انتشار التكنولوجيا الرقمية الذي شمل جميع القطاعات، وقالت "أصبحت المهارات الرقمية مطلوبة كثيرا في سوق الشغل، لأن التحول الرقمي أثر بشكل كبير على العديد من القطاعات. لذلك، فإن النجاح في الرقمنة يتطلب التوفر على الكفاءات الرقمية الضرورية؛ وهو ما أكدت عليه العديد من الدراسات التي أنجزتها مقاولات من القطاع الخاص، نذكر من بينها على الخصوص شركة هواوي، التي قامت بإصدار كتاب أبيض حول هذا الموضوع، مُبَيِّنة أهمية الكفاءات الرقمية والمهارات الرقمية كرافعة أساسية للتنمية المجالية".
وبالنسبة لجمال بلحرش، الرئيس المدير العام والمدير التنفيذي للتصميم لدى الدولية للاستشارة، فإن التجسيد الفعلي لاستراتيجية التحول الرقمي 2030 يمر بالضرورة من انخراط القطاع الخاص، وأوضح أن "المرحلة الأولى نحو التحول الرقمي تمر عبر مبادرة القطاع الخاص. ومن خلال تنظيم هذه المحادثات، فإن هواوي المغرب تسلط الضوء على رهان وطني رئيسي بالنسبة لمستقبل اقتصادنا. لتحقيق النجاح من اللازم تكوين مهارات عالية الكفاءة، الشيء الذي يعني التزاما قويا لفائدة التعلم والتناوب بين الدروس النظرية والتداريب الميدانية. فالمغرب بلد مفتوح، ويترتب عليه أن يجد الوسائل الفعالة لمساعدة الشباب على الاستئناس مع الأدوات الرقمية ".
فيما شدد سعد برادة، مدير شؤون الموظفين لدى أنتيلسا، من جهته على أهمية تكييف آلية التكوين المستمر من أجل مواكبة التطورات السريعة التي تعرفها التكنولوجيا والمهن، وقال "تكتسي تنمية الاقتصاد الرقمي طابع الأولوية بالنسبة للمغرب، لبلوغ هذا الهدف، علينا المراهنة على تكوين مهارات شابة في المجال الرقمي عبر اعتماد مقاربة هجينة، ويعني ذلك أن يكون بإمكانهم متابعة دروس حضوريا وعن بعد في نفس الوقت، توجد أيضا العديد من السبل الممكنة، من قبيل التناوب، حيث يقضي المتعلم جزءا من أسبوعه في المقاولة وجزءا آخر في المدرسة، وهي آلية غير مكلفة ولا تتطلب وضع استراتيجية على المدى البعيد".
وختاما، نوه نبيل أوشاكور، المدير التنفيذي المكلف بصورة المؤسسة لدى هواوي المغرب، بالدور النشيط الذي تضطلع به المقاولات في مجال صقل كفاءات الشباب والرفع من مستواها، مشيرا إلى أن " المهارات هي مفتاح تنمية الاقتصاد الرقمي. اليوم، عند هواوي المغرب، قمنا على المستوى المحلي بإطلاق العديد من البرامج الدولية للرفع من مستوى كفاءات الشباب، ومن بين هذه البرامج Digitech Talent الذي يتوخى تكثيف البرامج التكوينية و الإشهادية في مجال التكنولوجيا الجديدة. كما أنشأت هواوي المغرب أيضا Global ICT Competition، وهي مسابقة دولية موجهة للطلبة الشباب. خلال دورة 2019 لهذه المسابقة، فاز الفريق المغربي على الجائزة الأولى بالنسبة لتكنولوجية Cloud Track، في إطار منافسة شديدة على هذا اللقب من قبل 110 فريق تمثل 39 دولة حول العالم".
وشكلت هذه الدورة الأولى من محادثات هواوي (Huawei Talks) فرصة للتأكيد على أهمية الاستثمار في الرأسمال البشري من أجل دعم التحول الرقمي في المغرب، ولبلوغ هذا الغرض، من الضروري اعتماد آليات مبتكرة ومتنوعة من أجل تعزيز الكفاءات الرقمية للمهارات الشابة ولمستخدمي المقاولات، إضافة إلى ذلك، فإن تعاونا وثيقا بين القطاعين العام والخاص وجمعيات المجتمع المدني وعالم التربية والتعليم، يعد ضروريا لتحقيق الهدف المشترك. بإيجاز، فإن الحلول الفعالة التي تؤدي إلى تحسين التكوين والكفاءات الرقمية للشباب والمستخدمين، وحدها قادرة على تمكين المغرب من أن يصبح "وطنا رقميا".