لماذا تعاني الشركات الأوروبية الكبرى في قطاع السيارات؟

عالم المحركات - 03-12-2024

لماذا تعاني الشركات الأوروبية الكبرى في قطاع السيارات؟

اقتصادكم

 

تواجه شركات فولكسفاجن وستيلانتس، منعطفا صعبا في عام 2024، يتأرجح بين تراجع مبيعات السوق والتحول إلى السيارات الكهربائية، حيث يرتقب أن يكون الأمر أكثر صعوبة في عام 2025 مع تشديد المعايير الأوروبية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وتظاهر عشرات الآلاف من موظفي شركة فولكسفاجن في ألمانيا أمس الاثنين ضد خطة الادخار الجذرية التي أعلنتها الشركة المصنعة الألمانية والتي، وفقًا لوكالة أ ف ب، قد تغلق ثلاثة من مصانعها العشرة في ألمانيا، والتي ستكون الأولى منذ 87 عامًا.

ومن جهة ستيلانتيس، قرر مجلس الإدارة إقالة رئيسه كارلوس تافاريس يوم الأحد، خاصة بعد الصعوبات التي شهدتها في سوق الولايات المتحدة.

وأوضح محلل فضل عدم ذكر اسمه لأنه يعمل مع هذه المجموعات، حسب المصدر ذاته: "تتعرض شركة ستيلانتيس لانتقادات لكونها هزيلة في البحث عن الكفاءة، في حين يتعين على فولكسفاجن خفض تكاليفها، خاصة في مواجهة الفاعلين الجدد في السيارات الكهربائية".

منعطفات صعبة

وأشارت وكالة موديز في تقرير صدر في نهاية نونبر إلى أن "قطاع السيارات الأوروبي يواجه تحولاً كهربائياً غير متساوٍ، ومنافسة شرسة من الشركات المصنعة الصينية مع هياكل تكلفة معدلة وطلب ضعيف في المنطقة".

ولا تزال المبيعات في أوروبا أقل بكثير من أرقام ما قبل كوفيد، حيث ظلت بعض المصانع فارغة. ولم يفِ التحول نحو الكهرباء بوعوده، حيث أدى انخفاض أسعار السيارات وإعانات الدعم إلى تعزيز موقف الانتظار والترقب لدى سائقي السيارات.

وشهدت كل من فولكسفاجن وستيلانتس أيضًا تباطؤًا في إطلاق عروضهم الكهربائية بسبب المشكلات الإلكترونية في موديلاتهم الجديدة.

علاوة على ذلك، أدى التباطؤ الاقتصادي في الصين إلى تباطؤ شراء السيارات وضرب المصنعين الألمان، الذين كانوا يحققون أرباحا كبيرة هناك.

ولذلك تتوقع وكالة موديز أن يظل عام 2025 معقدًا مع نمو معتدل في المبيعات، واستمرار المنافسة الشرسة على أسعار السيارات، والحد من الهوامش، وبالتالي استمرار إجراءات إعادة الهيكلة.

وتتوافق الصعوبات التي يواجهها العملاقان الأوروبيان أيضًا مع لحظة تاريخية في صناعة السيارات، حيث وصلت الأسواق الغربية (أوروبا والولايات المتحدة وكندا) إلى "ذروة السيارات" من حيث مبيعات السيارات الجديدة، بل وتجاوزتها في بعض الحالات. وفقا لدراسة أجرتها شركة رولاند بيرجر. ويتحقق النمو الآن في الصين وفي الهند وأميركا الجنوبية، كما تشهد تويوتا اليابانية وفولفو الصينية السويدية زيادة كبيرة في مبيعاتهما في أوروبا بفضل طرازاتهما الهجينة والكهربائية.