تضخم.. مؤشرات الأسعار الحالية تنذر بدخول اجتماعي واقتصادي حارق

التحليل والرأي - 16-08-2023

تضخم.. مؤشرات الأسعار الحالية تنذر بدخول اجتماعي واقتصادي حارق

اقتصادكم

 

 

بات لدخول المدرسي الذي بمثل دخولا اجتماعيا أيضا قريبا. في منتصف الصيف، قام موزعو الوقود بإقرار عدة زيادات في أسعار "الكازوال" والبنزين، في إشارة تحد لمجلس المنافسة، الذي أصدر مؤاخذات في حق 9 شركات لتخزين وتوزيع المحروقات أخيرا، فأي تأثير لهذه المستجدات على القدرة الشرائية للمواطنين؟

إنه يوم حار جدًا، ليس بالمعنى الحرفي للكلمة، عندما وصل سعر لتر "الكازوال" أمس الثلاثاء إلى 13.50 درهم، فيما بلغ سعر لتر البنزين حوالي 15 درهما. تقترب العطلة الصيفية من نهايتها، وتنذر بدخول مدرسي ساحن اقتصاديًا واجتماعيًا. تبذل "الحكومة الاجتماعية" الكثير من الجهود لتجنب "الحرائق الاجتماعية"، بالإضافة إلى حرائق الغابات. بالنسبة للأسر، تتطلب بداية الموسم الدراسي توفير ميزانية مهمة لتتمكن من ضمان تعليم أطفالها. لطالما كان التعليم قطاعا خاضعا لقانون السوق. الرسوم الدراسية، واللوازم المدرسية، والملابس، والنقل...

البنوك وشركات القروض هي الأخرى على أهبة الاستعداد. لكن الأسر هذه السنة مثقلة بالديون أكثر من أي وقت مضى. القروض لتمويل شراء الأضاحي أصبحت ضرورية، والاقتراض لقضاء العطلة بات حاجة اجتماعية حقيقية، وخاصة للأطفال، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الاقتراض من أجل اقتناء سيارة، نظرًا للفشل المزمن في النقل العمومي. قروض من أجل شراء شقة تستأثر بأكثر من ثلث الأجر لأكثر من 20 سنة (...)، ناهيك عن رعاية الوالدين المسنين والمعوزين في كثير من الأحيان. 

تأثرت جميع المنتجات والخدمات بالتضخم. هذا هو الحال خلال هذه الأيام، خاصة مع المنتجات الغذائية. الأسر وجدت نفسها مجبرة على مراجعة أولوياتها وتقليل إنفاقها. ومن جهة أخرى، يؤثر الانخفاض في الاستهلاك، وهو أيضًا انخفاض في الطلب، متأثرا حتمًا بالعرض في العديد من القطاعات الاقتصادية التي تعتمد بشدة على السوق المحلية. هذا الوضع سيؤدي بالضرورة إلى انخفاض سلسلة في الإنتاج، وبالتالي انخفاض في وتيرة التشغيل وزيادة في البطالة. انتقل معدل البطالة من 11.2% إلى 12.4% في الفصل الثاني من 2023. ويمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة ما يقرب من ثلث السكان. زادت نسبة الشباب الذين يعيشون في المدن من 60% في 2014 إلى 66% في 2023. ويمثل الأشخاص الذين يبلغون من العمر 60 سنة فأكثر، أزيد من 12.7%، بنسبة نمو قدرها 3.3%، في أقل من 10 سنوات. أقل من 20 % من هذه الفئة العمرية يحصلون على معاش تقاعدي.

بلغ معدل نشاط الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة 41.20% في 2022 (53.5% في 2000). بينما انخفض معدل التشغيل للفترة نفسها (من 2014 إلى 2023) من 42.8% إلى 31.8%. أما معدل البطالة لهذه الفئة العمرية (من 15 إلى 34 سنة) فقد ارتفع من 20% إلى 22.9% (14.8 % في 2014). وفقًا للأرقام الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، تؤثر البطالة على المزيد من سكان المدن من الشباب والنساء والخريجين. في مواجهة هذا الواقع، فإن الحكومة مدعوة إلى حشد المزيد من الذكاء الاجتماعي.