مهرجان موازين.. الثقافة والاقتصاد والأثر الاجتماعي

التحليل والرأي - 11-06-2024

مهرجان موازين.. الثقافة والاقتصاد والأثر الاجتماعي

اقتصادكم

 


منذ إنشائه، كان مهرجان موازين بمثابة عرض قوي يسمح للمغرب بالتألق في جميع أنحاء العالم. ويعتبر هذا المهرجان منصة حقيقية للفنانين والمشاهير العالميين، ويؤدي دوره كأحد أفضل سفراء الصورة المغربية في العالم. ناهيك عن مساهمتها الاقتصادية في الرباط والمناطق، بما لا يقل عن 5000 فرصة عمل لمرة واحدة. 
  
منذ عام 2001، تاريخ إنشائه، أصبح مهرجان موازين، على مر السنين، أحد أكبر المسارح الموسيقية في العالم. مع أسماء مرموقة زينت مختلف مراحل المهرجان بالرباط، من جنيفر لوبيز إلى روبرت بلانت مرورا بشاكيرا، كوينسي جونز، جاستن تيمبرليك، ستيفي ووندر، جو كوكر، ريهانا، جاميروكواي، ديمي لوفاتو، لورين هيل، ألفا بلوندي، ويز خليفة. وأمادو ومريم وشارل أزنافور، أو حتى بعض الأسماء الكبيرة هذا العام مثل كايلي مينوغ، ونيكي ميناج، ويكليف جين، ومايتر غيمز، وكندجي جيراك، ودي جي هاردويل، وشاغي، ومروان خوري، ونوال الزغبي، وهيفاء وهبي، وكاظم الساهر، وديانا حداد، وملحم بركات، وميريام فارس، وتريو جبران، وناتاشا أطلس، وقوالي. فلامنكو، إيماني، باكو رينتيريا، أوركسترا إل غوستو، عاصي الحلاني، شيرين وصابر الرباعي، دوزي، ستاتي ونجاة عتابو وغيرهم من الفنانين من الزوايا الأربع لكوكب الموسيقى، إنها بالتأكيد واحدة من أغنى المراحل. من حيث الأحداث الموسيقية، جميع الفئات مجتمعة. هذه العودة في عام 2024، بعد انقطاع بسبب الجائحة والأزمة التي ضربت العالم، يعود موازين بقوة، ببرنامج معد بشكل جيد وقبل كل شيء ضمانة لملايين المتحمسين للقدرة على الخروج وحضور المؤتمر. حفلات موسيقية مختلفة، يذهبون للقاء نجومهم المفضلين، دون أن ننسى آلاف الشركات التي تعتمد على المهرجان لضمان رقم مبيعات يمكن أن يحميهم طوال العام. 

وعلى الجانب العمومي، يحضر المهرجان ما لا يقل عن 3 ملايين من رواد المهرجان، موزعين على عدة مواقع لتلبية تطلعات جميع سكان الرباط ومنطقتها. ناهيك عن كل هذا الجمهور الذي يأتي من مدن وبلدات أخرى في المملكة، فضلا عن هذا العدد المتزايد بشكل متزايد من السياح الذين يحجزون في الرباط خصيصا لحضور موازين: أمريكيون، لبنانيون، إنجليز، أصدقاء من البلدان الأفريقية ودول الخليج، كل بحسب إلى الموسيقى التي يحبونها، حيث يقدم المهرجان مجموعة واسعة تتراوح بين الموسيقى العربية، والموسيقى المغربية أمس واليوم، وموسيقى البوب، والريغي، والفانك، والآر إن بي، والبلوز، والروك، والطرب، والقوالي… كل هؤلاء الزوار الذين يدومون عشرة أيام يختارون الفنادق المحلية لإقامتهم. وهو ما يوضح نسبة إشغال فنادق الرباط خلال أيام المهرجان.

 وبحسب مسؤولين في القطاع، خلال موازين، بلغت نسبة إشغال الفنادق من فئة 4 و5 نجوم 100%. بينما تبلغ نسبة الفنادق الأخرى 63%. وهو ما يتوافق مع رقم أعلى 4 مرات مما كان عليه في الفترات العادية. وبالنسبة لمنظمي المهرجان، “يحقق المهرجان كل عام نموا بنسبة 22% في حجم السياحة بالرباط”. وينعكس ذلك أيضًا على القطاعات الأخرى المشاركة خلال المهرجان: المقاهي والمطاعم ومطاعم الوجبات الخفيفة التي تشهد نشاطًا أكبر وتحقق أرقامًا جيدة. وهذا له أيضاً تداعيات على مستوى خلق فرص العمل، مع العمالة ومقدمي الخدمات والشباب الذين يقدمون الإشراف وحجز التذاكر والأمن والمضيفين والمضيفات... "هناك أكثر من 300 فرصة عمل مباشرة وحوالي 5000 فرصة عمل غير مباشرة بما في ذلك مناصب المديرين أو المديرين الفنيين أو حتى الطهاة والطابعين، مما يضمن حسن سير المهرجان، كما يشير المنظمون.

يتيح بيع التذاكر وأنواع البطاقات المختلفة (الذهبية أو السوداء) أيضًا تحقيق مكاسب مالية قوية.  وتجدر الإشارة هنا إلى أن مهرجان موازين اكتسب منذ إنشائه ولاء ما لا يقل عن 40 شركة مغربية، بما في ذلك الموردين والتقنيين واللوجستيين ومصممي الرسومات الحاسوبية ومصممي الديكور وتنسيق الحدائق والحمالين، إلخ. ولهذا التزام المهرجان بتعزيز المعرفة والمهارات المحلية تداعيات كبيرة، إذ «تمكنت الشركات المحلية من تجهيز نفسها وتدريب فرقها لتلبية احتياجات أكبر الإنتاجات العالمية»، كما تقول إدارة المهرجان. وهذا له أيضا تأثير إيجابي على مخرجات العمل وعلى آليات التنسيق بين الفرق المشاركة وأيضا على نقل الخبرة والإتقان الفني بين المهندسين الشباب المغاربة، في مجال السينوغرافيا وهندسة الصوت والإضاءة وغيرها من المهن ذات الصلة. 

 وبناء على كل هذه المعطيات، يجب أن تعلموا أن مهرجان موازين يحقق كل عام نموا بنسبة 22% في حجم المبيعات السياحية لمدينة الرباط. وهو ما يمثل 19.5 مليون درهم أرباحا في كل موسم مهرجان. وبالنسبة لمغرب الثقافات، المؤسسة المنظمة للمهرجان، فإن هذه القطاعات الثلاثة هي المستفيد الرئيسي من تأثير موازين. هذه هي قطاعات البيع بالتجزئة والمطاعم والنقل. وتشهد هذه القطاعات الاقتصادية الثلاثة زيادة في حجم مبيعاتها بنسبة 30٪ في المتوسط ​​خلال المهرجان. وتقول الثقافة المغربية: “بالنسبة لهذه المقاولات المحلية التي تدر ما متوسطه بين 2000 و50000 درهم يوميا، يعد المهرجان مصدرا هاما للنشاط”. 

وهذا يعني أنه بالإضافة إلى التأثير الفني والثقافي، والمساهمة الإيجابية في صورة المغرب، وبعيدًا عن الاحتفالات ولحظات المشاركة والطمأنينة التي يحتاجها الجمهور، يتم تعزيز الاقتصاد المحلي، وبالتالي توفير فرص العمل لجميع الشباب الذين هم في أمس الحاجة إليها.

 

عبد الحق نجيب