هل تفتح زيارة نتنياهو المجال أمام توقيع اتفاقية تجارة حرة بين المغرب وإسرائيل؟

التحليل والرأي - 26-07-2023

هل تفتح زيارة نتنياهو المجال أمام توقيع اتفاقية تجارة حرة بين المغرب وإسرائيل؟

اقتصادكم

 

"المغرب وإسرائيل يخططان لتوقيع اتفاقية تجارة حرة قريبا"، هو خبر ما فتئ ينتشر مثل النار في الهشيم خلال الأيام القليلة الماضية، بعد الرسائل المتبادلة بين الملك محمد السادس وبنيامين نتنياهو، الوزير الأول الإسرائيلي، الذي أعلن الاعتراف الرسمي لإسرائيل بمغربية الصحراء، ليتلقى في المقابل شكرا وترحيبا مغربية، ودعوة ملكية لإجراء زيارة رسمية إلى المملكة، بعد القيام بالترتيبات اللازمة.

تشير اغلب التحليلات التي رافقت الخبر المذكور، غلى أن موعد توقيع اتفاقية للتبادل الحر بين المغرب وإسرائيل سيتزامن مع زيارة نتنياهو المرتقبة إلى المملكة، إلا أن هذه التكهنات تصطدم بواقع قانوني وتشريعي منطقي، يشير غلى أن أي اتفاق من هذا النوع يجب أن تسبقه جلسات عمل مكثفة بين مسؤولي البلدين، وتوقيع اتفاقيات ضرورية من أجل إنجاح التبادل التجاري، يتعلق الامر تحديدا بالتفاهم حول الإجراءات الضريبية والجمركية بين البلدين، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن.

لم يُعلن عن موعد زيارة نتنياهو الرسمية إلى المغرب حتى الآن، وقد تُؤجَل في ظل الاحتجاجات التي تشهدها إسرائيل على خلفية تعديلات قانونية تطال صلاحية المحكمة العليا.

وخلال فبراير 2002، وقّع الجانبان اتفاق تعاون اقتصادي بهدف زياد التجارة البينية إلى حوالي 500 مليون دولار سنوياً، مقابل 130 مليون دولار حالياً، بحسب تصريح لوزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربفاي حينها.

اليوم، مجموعة من الشركات الإسرائيلية ترغب بالاستثمار في المغرب، من بينها شركة "كاراسو موتورز" (Carasso Motors) التي تعتزم شراء 5000 سيارة من طراز "داسيا سانديرو"، التي تُنتَج في مصنع "رونو" طنجة.

العلاقات بين الرباط وتل أبيب جرى تطبيعها في 2020 عقب "الاتفاقيات الإبراهيمية" بين إسرائيل من جهة والمغرب والإمارات والبحرين، برعاية الولايات المتحدة.

ةيجري العمل على ترقية مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط إلى سفارة، إذ غرد مدير المكتب ديفيد غوفرين على "تويتر" الأسبوع الماضي، "قمت بزيارة ورش بناء مقر سفارة إسرائيل في الرباط يوم أمس، وسررت بتقدم الأشغال هناك وبالمجهودات الجبارة المبذولة من طرف الشركة المكلفة ببناء السفارة (Tenor) لإنهاء الأشغال في الآجال المحددة".

ولدى المملكة اليوم 54 اتفاقية تبادل حرّ، تتيح للمنتوجات المغربية الوصول إلى حوالي مليار مستهلك حول العالم، من بينها اتفاقية مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنفرد بخصوصية سوقها الاستهلاكية.