اقتصادكم
طفت على السطح أهمية النحاس "المعدن الأحمر" في سباق صناعة السيارات الهجينة والكهربائية، بعدما تم الإعلان عن اختيار مصنع "رونو" طنجة، من أجل إطلاق خط إنتاج جديد لطرز " داسيا جوغر" الهجين انطلاقا من الفصل الثاني من 2024.
النحاس الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الهجينة والكهربائية، يعتبر مكونا استراتيجيا، سيرجح كفة أي مصنع عالمي، خصوصا في ظل الظرفية الاقتصادية العالمي الراهنة، المطبوعة بارتفاع أسعار المواد الأولية، واضطرابات التزود في الأسواق الدولية.
بالنسبة إلى المغرب، الطموح إلى التموقع في ريادة مصنعي السيارات الهجينة والكهربائية، يراهن على المعدن الأحمر في سياسته الاستراتيجية الصناعية، ويعول عليه في ترجيح كفته التنافسية على المستوى العالمي، خصوصا أن الطلب ما فتئ يتنامى بالسوق الوطنية على النوع المذكور من السيارات.
وبهذا الخصوص، تشير الأرقام الصادرة عن جمعية مستوردي السيارات بالمغرب، تسويق ما مجموعه 171 سيارة كهربائية خلال السنة الماضية، شاملة جميع العلامات الموجودة في السوق، بزيادة نسبتها 17 % مقارنة مع 2021، وتطور حصتها في السوق إلى 3.5 %.
وبفضل موارد النحاس الكبيرة (والمعرفة المقرونة ببنية تحتية راسخة في صناعة السيارات)، يمكن للمغرب أن يصبح بسرعة مرجعا في القارة الأفريقية وفي العالم من حيث صناعة السيارات الكهربائية.
وإدراكًا لهذه الإمكانات، قامت شركة التعدين الكندية "تريون ميتالز"Trigon Metals ، بالتنقيب عدة مرات في مناجم "إيميطير" و"زكوندر"، من خلال شركتها المحلية "سيلفر هيل"Silver Hill ، إذ جاءت النتائج مرضية، ذلك أن هذه العمليات شملت 14 مترًا من النحاس، بنسبة 1.08% و 74% لكل مليون فضة.
ومن جهتها، أعلنت "الشركة المنجمية لتوسيت" "CMT" عن تسريع وتيرة تطوير مشاريعها المنجمية عقب النتائج الواعدة التي أبانت عنها دراسة جدوى مشروع النحاس في إقليم أزيلال، وعن دخول أشغال مشروع البئر الجديدة حيز التنفيذ في موقع "تيغزا" بحلول سنة 2024.
وكشفت أالشركة البريطانية "أتيريان" بدورها عن مخزونات مهمة من النحاس والفضة عاليي الجودة في مشروع "أزرار"، جنوب شرق أكادير.
هذه الإمكانيات المعدنية، يرتقب أن ترجح كفة المغرب، في زيادة نسبة التوطين الصناعي لأجزاء السيارات الهجينة والكهربائية في المغرب، وتقلص تكاليف الاستيراد من الخارج، ما يؤثر إيجابا على أسعار البيع والتنافسية في السوقين الداخلية والخارجية.