هل قفزت شركات المحروقات على الزيادة تضامنا مع ظروف الزلزال؟

التحليل والرأي - 27-09-2023

هل قفزت شركات المحروقات على الزيادة تضامنا مع ظروف الزلزال؟

اقتصادكم

 

مر تاريخ النصف من الشهر الجاري "بردا وسلاما" على السائقين، بعدما لم تسجل شاشات محطات الوقود زيادات جديدة في أسعار "الكازوال" والبنزين، على غرار خمس زيادات المتتالية التي شهدها الشهر الماضي، ما يطرح السؤال حول أسباب إحجام شركات المحروقات عن الزيادة، رغم ارتفاع الأسعار في السوق الدولة؟، وعلاقة ذلك بالتضامن مع ظروف الزلزال الذي ضرب المملكة في 8 شتنبر الجاري؟

ويأتي قفز شركات المحروقات على الزيادة في الأسعار بالمحطات، في وقت شهدت فيه أسعار النفط العالمية ارتفاعًا كبيرًا، إذ تجاوزت حاجز الـ 94 دولارًا للبرميل، ارتفاعًا من 73 دولارًا للبرميل قبل عدّة أسابيع، وذلك في أعقاب الخفض الطوعي لإنتاج النفط من جانب عدد من دول تحالف أوبك+، وفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

واتخذت أسعار النفط العالمية منحى تصاعديا، وكانت شركات التوزيع تستعد لرفع أسعار المحروقات في المحطات، إلّا أن الظرف الإنساني الذي تمرّ به المملكة قد عطّل هذه المساعي، ما يشير إلى أن هذه الشركات تواجه خسائر، حسب مصدر مهني، في تصريح لـ"اقتصادكم".

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد قرار السعودية وروسيا تمديد خفض الإنتاج الطوعي حتى نهاية العام الجاري، مع تحسّن توقعات الطلب على النفط، بعد ارتفاع نشاط مصافي التكرير في الصين.

وتتوقع بعض البنوك والمؤسسات المالية، مثل "جي بي مورغان"، ارتفاع أسعار النفط العالمية إلى مستويات تتجاوز 100 دولار للبرميل، سيما مع اقترابه من حاجز الـ95 دولارًا خلال الأيام الماضية، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن شركات المحروقات لم تقرر في أي زيادة خلال منتصف الشهر الجاري، بعلاقة مع الانتقادات التي طالتها من قبل المغاربة، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول دورها التضامني في الزلزال، خصوصا أن أغلب الفاعلين الاقتصاديين فمن القطاعين العمومي والخاص، قدموا تبرعات مهمة للصندوق 126، الخاص بتدبير آثار الزلزال، إذ وصلت حسب أخر تصريخ لعبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب إلى 10 ملايير درهم.

يشار إلى أن شركات المحروقات أقرت 5 زيادات متتالية في أسعار "الكازوال" والبنزين خلال غشت الماضي، موازاة مع استمرار أسعار النفط العالمية في الارتفاع، إذ كان سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي -حينها- قريبًا من 88 دولارًا للبرميل.