ارشيفية
اقتصادكم- نورالدين البيار
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون مساء الأول من أمس السبت، أن التحول في موقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء "غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا" على حد تعبيره.
ورأى تبون في لقاء صحفي، أن الجزائر "لها علاقات طيبة مع إسبانيا"، لكن الموقف الأخير لرئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الذي يؤيد مغربية الصحراء من خلال تثمين مبادرة الحكم الذاتي، "غيّر كل شيء".
تبون شدد على أن بلاده "لن تتخلى عن التزامها بتزويد إسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف".
وتعتمد إسبانيا على الجزائر في إمدادات الغاز عبر أنبوب الغاز المغاربي الذي يمر من المغرب.
وبحسب الرئيس الجزائري فالتحول في موقف إسبانيا تجاه قضية الصحراء "غير مقبول أخلاقيا وتاريخيا".
ويبدو أن مساومة الرئيس الجزائري المشفرة تجاه إسبانيا بالتلويج بملف الغاز لم تؤت أكلها، بعدما خرج وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، ليصفها بالجدل العقيم.
وقال مانويل الباريس عبر أثير إذاعة أوندا ثيرو "لن أؤجج خلافات عقيمة لكن إسبانيا اتخذت قرارًا سياديًا في إطار القانون الدولي وليس هناك شيء آخر يمكن إضافته".
وتعليقا على الموضوع، يرى المحلل الاقتصادي إدريس الفينة، أن إسبانيا دولة مؤسسات ولا يمكنها تغيير موقفها بالسهولة التي يراها الرئيس الجزائري.
وأكد الفينة في تصريح خص به اقتصادكم أن هناك تغير فاجأ الجزائريين يتمثل في الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي أصبح ضروريا العودة إلى الخط المغاربي، لافتا إلى أن المغرب بصدد بناء محطة لتحويل الغاز الطبيعي إلى غاز مسال.
من جانبه يرى المحلل السياسي، والخبير في العلاقات الدولية، حسن بلوان، أن الجزائر تحاول اللعب بورقة الغاز سياسيا كلما اشتد عليها الخناق، لكن دون أن يكون لها وقع او تأثير على اسبانيا، التي حسمت موقفها الشجا والتاريخي بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وعن الموقف الإسباني بعد تصريحات تبون يقول، بلوان في حديث مع اقتصادكم ’’ إن إسبانيا، انحازت الى مصالحها الاقتصادية والامنية الاستراتيجية الى جانب المغرب، والشراكة الجديدة بين المغرب واسبانيا غير قابلة للنقاش’’.
واستحضر بلوان تصريحات وزير الخارجية الاسباني الباريس التي يقول فيها إن اسبانيا لا يمكن ان تنخرط في نقاشات عقيمة بعد ان اتخذت قرارا سياديا في إطار القانون الدولي.
وشدد الخبير في العلاقات الدولية على أن ’’الجزائر مهما حاولت اللعب بجميع الأوراق الاقتصادية لا يمكن بالمطلق ان تتراجع اسبانيا عن موقفها التاريخي والشجاع عن دعم مقترح الحكم الذاتي، كحل وحيد لقضية الصحراء المغربية، على اعتبار ان هذا القرار تم اتخاذه في ظروف دقيقة من جهة، ونظرا للتكلفة الاقتصادية والامنية التي ستدفعها اسبانيا في حالة التراجع.
وخلص بلوان في حديثه مع اقتصادكم، إلى أن الرئيس الجزائري في خرجته الاخيرة اعترف ضمنيا بانه لا يمكن التأثير على القرار الاسباني بعد ان اعترف بانه لا يمكن قطع امدادات الغاز على اسبانيا، وبالتالي سقوط ورقة الضغط بالغاز.