اقتصادكم - حنان الزيتوني

أكد فيصل مكوار، رئيس هيئة الخبراء المحاسبين بالمغرب، أن “مستقبل مهنة المحاسبة سيكون مرهونا بقدرتها على مواكبة التحولات الرقمية والبيئية التي يعيشها العالم”، مشددا على أن “الذكاء الرقمي والوعي بالاستدامة أصبحا عنصرين أساسيين لتقوية الأداء وتعزيز الشفافية داخل المؤسسات”.

وجاء ذلك على هامش المؤتمر العاشر لهيئة الخبراء المحاسبين بالمغرب، الذي نظم اليوم الخميس 13 نونبر الجاري بالرباط، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي والاستدامة والمواهب في صلب تحولات المغرب”، بمشاركة وازنة لعدد من الوزراء والخبراء والمسؤولين الاقتصاديين.

وفي تصريح خص به موقع "اقتصادكم"، قال مكوار إن اختيار شعار هذه الدورة لم يكن اعتباطيا، موضحا أن “هذه الدورة لديها عمق خاص وشعارها هو الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، والكفاءات، وهي الاستراتيجية الرابحة للغد”.

وأضاف أن هذا الاختيار “يرتكز على مستقبل مهنتنا ووظائفنا والمجتمع ككل في مفهوم العمل، لأن التحول لا يخص مهنة دون أخرى، بل يهم الجميع”.

وأشار إلى أن الهيئة واعية بضرورة مراجعة الممارسات اليومية وطريقة مواكبة المقاولات، مؤكدا أن “الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارا بل واقعا يفرض نفسه، ويتطلب منا الجاهزية والاستباق، لأن المعلومة أصبحت تنتج في لحظتها”.

وأوضح مكوار أن دور المحاسب يتغير بشكل عميق، “فلم يعد المطلوب منه فقط مراقبة الأرقام، بل التحليل والمواكبة والتفكير في أداء المقاولات وتفسير المعطيات التي تنتج لحظيا”.

كما شدد على أن الاستدامة أصبحت اليوم ضرورة لأن هناك سوقا عالميا يقوم عليها، مشيرا إلى أن “المنافسة لم تعد ممكنة دون دمج معايير الـESG (البيئية والاجتماعية والحوكمة) في العمل اليومي للمحاسبين”.

وفي حديثه عن التكوين المهني، أوضح رئيس الهيئة أن الدولة أعلنت عن توجهات جديدة في مجال تكوين الكفاءات المستقبلية، مما يفرض على الهيئة بدورها تطوير المناهج والمهارات.

وقال في هذا الصدد: “التكوين الذي نتلقاه اليوم لم يعد كافيا لمواكبة التغيرات المتسارعة، فمستقبل المهنة يرتكز على تخصصات جديدة مثل الأمن السيبراني، والذكاء الاصطناعي المتخصص، ومهارات الغد”.

وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر حضور شخصيات حكومية بارزة، من بينها وزيرة الانتقال الرقمي آمل الفلاح، والمندوب السامي للتخطيط شكيب بنموسى، إلى جانب خبراء وفاعلين اقتصاديين من داخل المغرب وخارجه.

وتضمن البرنامج العلمي خمسين مداخلة بين جلسات عامة وورشات تفاعلية، تناولت قضايا محورية مثل الخدمات المالية، والمحاسبة الكربونية، والتمويل المستدام، وتكوين المواهب الشابة القادرة على التأقلم مع التحولات المستقبلية.

كما شكل المؤتمر منصة لتبادل الرؤى حول سبل تطوير مهنة المحاسبة بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد الوطني والانتقال نحو نموذج تنموي أكثر ذكاء واستدامة، مؤكدا أن المهنة مقبلة على مرحلة جديدة قوامها التكنولوجيا، الكفاءة، والمسؤولية.