اقتصادكم - إيمان البدري
تصاعدت مخاوف مهني قطاع المواشي حول إمكانية إلغاء عيد الأضحى بسبب استمرار سنوات الجفاف التي تشهدها المملكة إلى حدود الساعة، وما خلفه ذلك من أثر سلبي على الماشية والقطاع الفلاحي بشكل عام، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار لحوم البقر والغنم، وشكل هذا الوضع تساؤلات عديدة بين أوساط مهنيي هذا القطاع حول إمكانية إلغاء شعيرة عيد الأضحى؟
الأزمة الاقتصادية والمخاوف من إلغاء شعيرة عيد الأضحى
وفقاً لتصريحات وزير الفلاحة والصيد البحري، أحمد البواري، في الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، يتعين على الحكومة أن تواجه تحديات متعددة تتعلق بتوفير العدد الكافي من الأضاحي للمواطنين في عيد الأضحى المقبل. بينما لم يحدد الوزير بشكل نهائي إن كانت الحكومة ستلجأ لإلغاء العيد أم لا، لكنه أشار إلى أن وزارته أطلقت إحصاءً عاماً للقطيع الوطني من أجل الوقوف على حالة المواشي في مختلف المناطق.
من جانب آخر، أكد البواري أن العملية ستتيح للحكومة معرفة تفاصيل دقيقة حول الأعداد المتوفرة، ومدى قدرة المربين على تلبية الطلب المحلي. كما سيعتمد هذا التقييم على التعاون مع النواب البرلمانيين لإيجاد حلول فعالة تعالج الاختلالات في هذا القطاع.
القطاع يواجه تحديات كبيرة
لطالما كانت تربية المواشي أحد الأعمدة الأساسية للاقتصاد الفلاحي في المغرب. لكن، منذ بداية سنوات الجفاف، أصبح هذا القطاع يواجه صعوبة في توفير الأعلاف والمياه الكافية للحفاظ على قطيع المواشي. بحسب تصريحات المهنيين، فإن انخفاض الأمطار بشكل متكرر يؤدي إلى تدهور المراعي الطبيعية، مما يضع المربين في موقف صعب. فتكاليف الأعلاف ارتفعت بشكل غير مسبوق، وأصبحت تربية المواشي نشاطاً غير مربح للكثيرين.
وأفاد حسن أيت العربي، مربي المواشي بمنطقة سوس، في تصريح لـ " اقتصادكم "، "لقد تأثرنا كثيراً بالجفاف. كنا نعتمد على المراعي الطبيعية، لكن اليوم نحتاج لشراء الأعلاف التي أصبحت تكلفتها عالية جداً. بعضنا قرر تقليص أعداد القطيع، والبعض الآخر اضطر لبيع ما تبقى من المواشي لأننا لم نعد قادرين على تحمل التكاليف."
ارتفاع أسعار اللحوم: نتيجة مباشرة للأزمة
من جهة أخرى، الارتفاع الكبير في أسعار لحوم البقر والغنم هو نتيجة مباشرة للتحديات التي يواجهها قطاع المواشي. فمع تقليص المربين أعداد قطعانهم، إضافة إلى نقص الأعلاف وارتفاع تكاليفها، أصبحت اللحوم سلعة نادرة ومرتفعة الثمن. وتشير التقارير إلى أن أسعار اللحوم في الأسواق قد ارتفعت بنسب تتراوح بين 20% إلى 30% مقارنة بالسنوات السابقة.
في هذا الصدد، يعتقد ابراهيم الكبير أحد تجار اللحوم في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء في تصريح لـ" اقتصادكم " أن "أسعار اللحوم لن تنخفض بسبب استمرار الجفاف وارتفاع تكلفة الأعلاف. وكما أن الوضع الاقتصادي في القطاع الفلاحي بشكل عام ليس في أفضل حالاته، ونخشى من أن يتفاقم الوضع مع اقتراب عيد الأضحى."
التوجه الحكومي: التنسيق والتعاون مع المربين
في إطار هذه التحديات، يواصل وزير الفلاحة التأكيد على أهمية التنسيق بين مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك مربي المواشي والمزارعين، لضمان معالجة القضايا الراهنة في القطاع. ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن تفاصيل عملية الإحصاء بعد انتهائها، مما سيساهم في توجيه الحكومة نحو اتخاذ قرارات مناسبة تأخذ بعين الاعتبار حاجيات السوق المحلية وقدرة المربين على تلبية تلك الاحتياجات.
ومن جهته، أكد محمد جبلي، رئيس الفدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، في تصريح لـ " اقتصادكم " أن عملية استيراد المواشي تتم بصفة عادية، مبرزا غياب التخوف من إلغاء شعيرة عيد الأضحى، حيث يتم استيراد وتوجيه القطيع مباشرة إلى المجازر.
وشدد جبلي أن عدد رؤوس المواشي المستوردة بالدرجة الأولى من إسبانيا رومانيا والبرتغال، تعرف اقبالا كبير مع اقتراب عيد الاضحى، نظرا لتزايد الطلب عليها.
وأشار رئيس الفدرالية المغربية للفاعلين في قطاع المواشي، إلى أن "التعاون بين الحكومة والمهنيين يمكن أن يسهم في تحسين الوضع، إذ يجب أن يتم دعم المربين من خلال برامج تحفيزية لتحسين الإنتاجية والتكيف مع التغيرات المناخية."