اقتصادكم - نهاد بجاج
يبدو أن زيارة جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوربي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، للمغرب كانت حافلة بالقضايا والملفات التي ناقشها مع رئيس الحكومة ووزير الخارجية ومسؤولين آخرين، إذ كان الاقتصاد والسياسة حاضرين بقوة في هذه الزيارة.
وفي قراءته للزيارة، يرى محمد شقير، الخبير والمحلل السياسي، أن زيارة المسؤول الأوربي للرباط، تمثل "صورة واضحة لتقوية وتمتين العلاقات الاقتصادية بين المغرب والاتحاد الأوربي".
وأكد شقير، في اتصال هاتفي مع "اقتصادكم"، أن العلاقة بين المغرب والاتحاد الأوربي "علاقة استراتيجية، تنظمها اتفاقية التبادل الحر، بالإضافة إلى مجموعة من العلاقات التي تهم الهجرة وغيرها".
واعتبر شقير أن زيارة بوريل، "ستعمق وتطور العلاقات أكثر، نظرا لعدة اعتبارات، من بينها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، التي أثرت بشكل كبير على تزويد الاتحاد الأوربي بالطاقة، وهذا ما يجعل المغرب شريكا أساسيا لتزويد أوربا بالطاقات المتجددة".
ومضى الخبير ذاته، مبينا أن المغرب أصبح من بين «الفاعلين الرئيسيين في إطار الطاقات المتجددة"، مبرزا أن اتفاقية الشراكة بين المغرب ونيجيريا حول إنجاز أنبوب الغاز، جعل المغرب "شريكا ومعبرا أساسيا لتجنب الإبتزاز الجزائري والروسي".
وتوقع شقير أن يرفع الاتحاد الأوربي من قيمة المخصصات المالية لفائدة المغرب من 1.4 مليار أورو، إلى 1.6 مليار أورو، وذلك لمكافحة الهجرة غير النظامية، وغيرها من الملفات في الفترة المقبلة (2023 -2027).
وأشار المحلل السياسي إلى أن الجوانب التي تم ذكرها، سـ"تعمق وتغير أرضية العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوربي، مما يجعل المغرب منصة اقتصادية للتعامل مع إفريقيا"، إذ أن القارة السمراء أصبحت مجال جذب وتفاعل للاستثمار بالنسبة لكل القوى العالمية كأمريكا والصين وتركيا وغيرها.