التوت الأزرق المغربي يواجه صعوبات الولوج إلى السوق الأمريكية

آخر الأخبار - 23-12-2025

التوت الأزرق المغربي يواجه صعوبات الولوج إلى السوق الأمريكية

اقتصادكم 

 

يواصل التوت الأزرق المغربي ترسيخ حضوره داخل الأسواق الدولية، مستفيدا من نافذة إنتاج مبكرة وتنافسية متزايدة، غير أن اختراق السوق الأمريكية ما يزال محدودا بفعل متطلبات صارمة وتحديات لوجستية معقدة، تجعل أوروبا الوجهة الأكثر واقعية للمصدرين.

وفي هذا السياق كشفت منصة “فريش بلازا” أن موسم التوت الأزرق المغربي انطلق هذا العام في سياق إنتاجي متباين، حيث استفادت بعض مناطق الزراعة من ظروف مناخية مواتية في بدايته، مقابل تسجيل تحديات واضحة في مناطق أخرى، نتيجة تقلب درجات الحرارة وصعوبات تدبير الموارد المائية.

وتابعت المنصة أن هذا التفاوت المناخي بات سمة مشتركة بين عدد من مناطق الإنتاج العالمية، ما يفرض على المنتجين المغاربة مجهودًا أكبر للحفاظ على استقرار جودة الثمار، خاصة في ظل سوق دولية أصبحت أكثر تشددًا من حيث المواصفات التقنية والتوقيت اللوجستي.

وواصلت أن التقديرات الأولية تشير إلى إمكانية تسجيل أحجام إنتاج مستقرة أو أعلى قليلًا مقارنة بالموسم الماضي، غير أن الكميات النهائية ستظل مرتبطة بقدرة الفاعلين على التحكم في حجم الثمار وجودتها وتوقيت الجني، بما ينسجم مع متطلبات الأسواق المستقبِلة.

وذكرت “فريش بلازا” أن موسم التوت الأزرق بالمغرب يبدأ عادة بين أواخر دجنبر وبداية يناير، مع ارتفاع تدريجي في الإمدادات خلال شهري يناير وفبراير، ليبلغ ذروته بين مارس وماي، تبعًا لاختلاف مناطق الإنتاج والظروف المناخية المصاحبة لكل موسم.

وأبرز المصدر أن معظم كميات التوت الأزرق التي توفرها مجموعة Frutta Group في المغرب تتجه أساسًا نحو الأسواق الأوروبية، بينما تظل الشحنات المتوجهة إلى أمريكا الشمالية محدودة وانتقائية، ومبنية على برامج دقيقة ونوافذ تسويقية محسوبة بعناية.

ولفت إلى أن طول فترات العبور ومتطلبات الامتثال الصارمة المرتبطة بالسوق الأمريكية يجعل من الصعب توجيه كميات كبيرة نحو هذا السوق، في حين تتلاءم آجال النقل والمعايير التقنية بشكل أفضل مع السوق الأوروبية من منظور المصدرين المغاربة.

وأضاف أن السوق الأمريكية، رغم استعدادها لدفع أسعار مرتفعة مقابل كميات محدودة، تشترط التزاما صارمًا بمعايير عالية تتعلق بالجودة والسلامة الغذائية وطول مدة الصلاحية، وهو ما يقلّص هامش الخطأ ويرفع كلفة المخاطر التجارية.

كما أورد أن المستهلكين باتوا أقل تسامحًا مع التفاوت في الجودة مقارنة بالسنوات الماضية، حيث يتزايد الطلب على منتجات عالية الجودة بأسعار تنافسية، ما يفرض ضغطًا إضافيًا على سلاسل التوريد وقدرة المنتجين على الحفاظ على ثبات المعايير.

وذكر المصدر عينه أن Frutta Group تعتمد، إلى جانب المغرب، على مصادر توريد متعددة تشمل البرتغال وإسبانيا والبيرو وتشيلي والأرجنتين والأوروغواي وبولندا وأمريكا الشمالية، بهدف ضمان استمرارية التزويد وجودة ثابتة على مدار السنة.

وأشار إلى أن المغرب، خلال نافذته المبكرة، يظل قادرًا على منافسة هذه الدول داخل السوق الأوروبية، غير أن الحفاظ على تنافسيته على المدى الطويل يظل رهينًا بمزيد من التقدم في الشفافية، وثبات الجودة، والامتثال لمعايير البيع بالتجزئة الدولية.