المغرب ثالث أكبر مستورد للحبوب في إفريقيا تحت ضغط الطلب والأسعار الدولية

آخر الأخبار - 23-12-2025

المغرب ثالث أكبر مستورد للحبوب في إفريقيا تحت ضغط الطلب والأسعار الدولية

اقتصادكم


يحتل المغرب موقعا متقدما داخل خريطة استهلاك واستيراد الحبوب في إفريقيا، مدفوعا بعوامل ديمغرافية وغذائية وهيكلية، تجعله من أكثر الاقتصادات عرضة لتقلبات الأسواق العالمية وأسعار الحبوب الدولية، في سياق قاري يتّسم باتساع فجوة الإنتاج والاستهلاك.

وأوردت منصة "إيندكس بوكس" أن سوق الحبوب في إفريقيا بلغ سنة 2024 حجم استهلاك يناهز 284 مليون طن بقيمة تقدر بـ118 مليار دولار، في مقابل إنتاج لم يتجاوز 217 مليون طن، ما يكرّس وضع القارة كصافي مستورد للحبوب.

وتابعت المنصة أن هذا العجز البنيوي في الإنتاج جعل إفريقيا تعتمد على واردات بلغت 71 مليون طن بقيمة 27.4 مليار دولار، تقودها ثلاث دول رئيسية هي مصر والجزائر والمغرب، خصوصًا في ما يتعلق بالقمح، باعتباره العمود الفقري للغذاء في المنطقة.

وواصلت “إيندكس بوكس” أن المغرب يندرج ضمن الدول الأكثر استهلاكًا للحبوب في القارة، إلى جانب مصر وإثيوبيا ونيجيريا، مستفيدًا من نمو سكاني متواصل ونمط غذائي يعتمد بشكل أساسي على القمح ومشتقاته، ما يرفع الطلب الداخلي بشكل هيكلي.

وذكرت أن المغرب حل ضمن مجموعة الدول التي استحوذت، إلى جانب جنوب إفريقيا والجزائر، على 32% إضافية من إجمالي استهلاك الحبوب الإفريقي، بعد الدول الثلاث الأولى، ما يعكس وزنا غذائيا واقتصاديًا معتبرا داخل السوق القارية.

وأبرز المصدر أن استهلاك الحبوب للفرد في المغرب بلغ 409 كيلوغرامات خلال سنة 2024، وهو من بين أعلى المعدلات في إفريقيا، خلف مالي فقط، ومتقدمًا على الجزائر، ما يبرز الطابع الاستراتيجي للحبوب داخل الأمن الغذائي الوطني.

ولفت إلى أن هذا المستوى المرتفع من الاستهلاك ينعكس مباشرة على حجم الواردات، حيث جاء المغرب ثالث أكبر مستورد للحبوب في إفريقيا بحجم بلغ 11 مليون طن خلال 2024، بعد مصر والجزائر، مستحوذًا معهما على 56% من إجمالي واردات القارة.

وأضاف أن المغرب سجّل أيضًا ثالث أعلى قيمة لواردات الحبوب في إفريقيا بنحو 3.3 مليارات دولار، خلف مصر والجزائر، ما يجعله من أكثر الدول تأثرًا بتقلبات الأسعار العالمية، وسلاسل التوريد الدولية، وتغيرات كلفة الشحن.

كما أورد أن اعتماد المغرب الكبير على الواردات يرتبط بتراجع مردودية الإنتاج المحلي، وتذبذب المواسم الفلاحية، إضافة إلى محدودية الموارد المائية، ما يفرض استيراد كميات منتظمة لتغطية الطلب الداخلي وضمان استقرار السوق.

وذكر المصدر عينه أن توقعات السوق تشير إلى بلوغ استهلاك الحبوب في إفريقيا 311 مليون طن بقيمة 150.5 مليار دولار بحلول 2035، وهو ما يعني أن ضغط الطلب سيظل قائمًا، خاصة على دول مثل المغرب ذات الاستهلاك المرتفع.