اقتصادكم - أسامة الداودي
شهد المغرب، يوم الجمعة 7 نونبر 2025، خطوة نوعية في قطاع الاتصالات بإطلاق شبكة الجيل الخامس رسميًا، ما يفتح آفاقًا جديدة لتسريع الإنترنت النقال، وتعزيز جودة الاتصال، ويدفع نحو استكشاف التطبيقات الرقمية الحديثة في مختلف المجالات.
هذا الإطلاق أثار تساؤلات حول كيفية تبسيط مفهوم الجيل الخامس للمستخدم المغربي، وما أبرز الفروقات التقنية التي تميزه عن شبكات الجيل الرابع من حيث السرعة والاستقرار وزمن الاستجابة.
وفي هذا السياق، أوضح خبير الشبكات المركزية بدر بلاج أن الجيل الخامس يُعد نسخة مطورة من الإنترنت النقال الذي يستخدمه المواطنون في هواتفهم الذكية، لكنه يتميز بكونه نسخة محسّنة تتيح تحميل المعطيات بسرعة أكبر مقارنة بالجيل الرابع.
وأبرز بدر بلاج، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أن هذه التقنية الجديدة تمثل طفرة حقيقية في عالم الاتصالات، بفضل ما تعتمده من تقنيات متقدمة تمنح المستخدم سرعة واستقراراً غير مسبوقين في الاتصال بالشبكة.
ولم يمنع ذلك بلاج من التأكيد بأن المستخدم العادي لن يشعر بتغيير جذري في طريقة الاستخدام، إذ تبقى نفس التكنولوجيا النقالة، لكن بجودة أعلى واستجابة أسرع.
وتابع خبير الشبكات المركزية موضحاً أن ما يهم المستخدم هو أن الجيل الخامس يمكّنه من الحصول على صبيب مرتفع جداً وزمن استجابة شبه فوري، الأمر الذي يجعل تجربة المكالمات المرئية أو الألعاب الإلكترونية أكثر سلاسة وجودة.
وشدد على أن الخدمة لا تقتصر على مناطق محددة، بل تمتد لتشمل تغطية واسعة تضمن نفس مستوى الأداء في مختلف المناطق التي تتوفر فيها شبكة 5G، وهو ما يمثل قفزة نوعية في عالم الاتصال النقال.
وأضاف المتحدث ذاته أن أبرز الفروقات التقنية بين الجيلين الرابع والخامس تكمن في الصبيب الأعلى الذي يتيح خدمة عدد أكبر من الزبناء في الوقت نفسه، مع الحفاظ على جودة الاتصال وسرعته.
كما أشار إلى أن زمن الاستجابة، أي الفترة بين إرسال الطلب واستقباله، أصبح شبه لحظي بفضل بنية الشبكة الجديدة.
وزاد موضحاً أن من بين الخصائص التقنية المتقدمة التي تتميز بها شبكة الجيل الخامس ما يُعرف بـ”تقطيع الشبكة” (Network Slicing)، وهي خاصية تتيح للمؤسسات والشركات إنشاء شبكات نقالة داخلية خاصة بها، بنفس صبيب الشبكة الأم، مما يتيح مرونة وكفاءة أكبر في ربط الأجهزة والأنظمة، شبيهة بشبكة “الواي فاي” المنزلية ولكن بمستوى احترافي وأوسع نطاقاً.