هل يستطيع المغرب رفع تحدي السياحة الرياضية؟

الاقتصاد الوطني - 14-01-2025

هل يستطيع المغرب رفع تحدي السياحة الرياضية؟

اقتصادكم

 

أصبحت الرياضة أداة مؤثرة في تعزيز القوة الناعمة، ويبدو أن المغرب عازم على الاستفادة من هذا القطاع، حيث تمثل السياحة الرياضية فرصة كبيرة للمملكة لتسليط الضوء على إمكاناتها في هذا المجال.

في إطار استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، أُطلقت مشاريع طموحة تشمل إعادة تأهيل وتطوير البنية التحتية الرياضية، بناء فنادق جديدة، وتوسيع وتعزيز شبكة النقل، خاصة في مجالي السكك الحديدية والطيران. تهدف المملكة من خلال هذه المبادرات إلى تلبية متطلبات هذا الحدث العالمي، وفي الوقت نفسه، إلى ترسيخ مكانتها كمركز جذب للأحداث الرياضية الكبرى.

من المتوقع أن تحقق هذه الاستعدادات فوائد اقتصادية هامة، مثل زيادة معدلات إشغال الفنادق، وتنشيط القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل المطاعم، وإحداث فرص عمل جديدة. ولكن الأثر الأكبر لهذا الحدث سيكون في تعزيز صورة المغرب عالميًا، مما يعزز قدرته على تنظيم الفعاليات الكبرى. من هنا، سيتسنى للمغرب أن ينافس في قطاع السياحة الرياضية، الذي يشهد نموًا سريعًا على مستوى العالم. ولكن، ما هي التدابير الأساسية التي يجب أن تتخذها المملكة لتحقيق هذه الطموحات؟

بحسب عثمان بن غزالة، نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، يجب على المغرب أن يمتلك بنية تحتية عالية الجودة ومرافق رياضية مجهزة بشكل جيد، مع وجود أنظمة حجز رقمية لتمكين السياح من الاستفادة من هذه المنشآت. كما أشار إلى أهمية وجود سوق استهلاكية وطنية قوية، بالإضافة إلى الطلب الكبير الناجم عن السياحة الداخلية، لتشجيع الاستثمارات في هذه المنشآت. ويؤكد تقرير اللجنة الأولمبية الدولية أن استضافة حدث رياضي كبير يعزز المشاركة الرياضية بين الشباب بنسبة 10 إلى 20% في السنوات التي تليه.

في نفس السياق، دعا نائب رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، إلى تقديم حوافز ضريبية وبرامج دعم الاستثمار، بهدف تشجيع تطوير الأندية الرياضية والملاعب الوطنية. وأضاف أنه ينبغي تقديم برامج تدريبية لتطوير الخدمات الإضافية التي تجذب زبناء السياحة الرياضية، مثل مصنعي المعدات والعاملين في القطاع الصحي، وهو ما سيعزز مكانة المغرب كوجهة مفضلة للمسابقات الرياضية الدولية.

من جانبه، يرى خالد دومو، الخبير الاقتصادي ونائب رئيس النادي القنيطري، أن المغرب يمتلك القدرة على تعزيز مكانته في السياحة الرياضية بفضل موقعه الجغرافي وبراعته الإدارية. يعتقد دومو أن من خلال التركيز على الرياضات المختلفة، يمكن للمغرب تنويع عروضه السياحية وتعزيز تأثيره الدولي عبر الرياضة. ويوصي بإنشاء منشآت فندقية بالقرب من البنية التحتية الرياضية الجديدة لاستقطاب السياح الأجانب، مشيرًا إلى نماذج ناجحة في دول أخرى مثل تونس.

وأشار دومو إلى أن المغرب يمتلك مواقع متميزة مثل الداخلة، المعروفة عالميًا برياضة ركوب الأمواج بالطائرة الورقية، التي يمكن أن تصبح مركزًا عالميًا لهذه الرياضة. كما يمكن استغلال مواقع مثل تغازوت وآسفي والمهدية لتنظيم مسابقات ركوب الأمواج، مما يعزز التغطية الإعلامية الدولية للمغرب. بالنسبة للساحل المتوسطي، يمكن أيضًا التفكير في استضافة مسابقات مراكب شراعية أو طوف. كما أشار إلى أن رياضة السيارات، مثل سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1، يمكن أن تساهم في تعزيز القوة الناعمة للمغرب.

في ختام حديثه، أكد دومو على أن الترويج للسياحة الرياضية يحتاج إلى مواقع طبيعية استثنائية، إلى جانب بنية تحتية فندقية متطورة. من الضروري أن تكون هناك قنوات تواصل دائمة بين الإدارات الحكومية المختلفة ورؤساء المناطق والمجالس المحلية لضمان التنسيق الفعّال.