المغرب أمام ثورة لوجستية جديدة مع دخول ميناء الناظور مرحلة الحسم

آخر الأخبار - 18-11-2025

المغرب أمام ثورة لوجستية جديدة مع دخول ميناء الناظور مرحلة الحسم

اقتصادكم 

 

بينما يشهد العالم سباقا متسارعاً حول الموانئ الإستراتيجية وممرات التجارة العالمية، يواصل المغرب تعزيز موقعه على الخريطة البحرية من خلال مشروع ضخم يقترب من خط النهاية، يعد بإعادة تشكيل ميزان القوة اللوجستية في غرب المتوسط ورفع قدرات المملكة التنافسية.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "أوروبا سور" الإسبانية أن المغرب قطع خطوة حاسمة بإعلان اكتمال أشغال ميناء الناظور ويست ميد بشكل كامل، مؤكدة أن الميناء سيبدأ نشاطه التجاري نهاية 2026. 

واعتبرت أن هذا التقدم يعكس تسارع الاستراتيجية اللوجستية المغربية لتعزيز حضورها في مضيق جبل طارق.

وأكد التقرير أن هذا الإعلان يشير إلى قدرة المغرب على دفع مشروعه الطموح بوتيرة أسرع من المخطط الأولي، بعدما أوضح وزير التجهيز نزار بركة أن اكتمال البناء جاء قبل الموعد المحدد بعام تقريباً. 

وذكر التقرير أن الموقع القريب من مليلية يمنح الميناء قيمة جيواقتصادية مضاعفة.

طاقات مناولة تضاهي كبريات موانئ المتوسط

وأوضحت "أوروبا سور" أن المرحلة الأولى للميناء ستتيح مناولة ثلاثة ملايين حاوية سنوياً، بفضل شراكات مع فاعلين دوليين مثل CMA CGM، قبل رفع القدرة إلى 5,5 ملايين TEU، ما وضعه في مستوى منافسة موانئ رائدة مثل الجزيرة الخضراء وفالنسيا.

وزاد التقرير أن الميناء يستفيد من مزايا تنافسية قوية أبرزها انخفاض كلفة التشغيل مقارنة بالموانئ الأوروبية، وعدم خضوعه لنظام ETS للانبعاثات، مضيفة أن هذا الفارق التنظيمي يثير جدلاً في إسبانيا، وسط مخاوف من فقدان جزء من حركة الشحن لصالح الموانئ المغربية.

الربط البري.. العمود الفقري للمرحلة المقبلة

كما أبرز أن المغرب انتقل بعد إنهاء الأشغال البحرية إلى تحسين البنية البرية، عبر ربط مباشر مع فاس وإطلاق مشروع طريق سيار جديد يربط غرسيف بالناظور، إضافة إلى توسيع المحاور الطرقية نحو تاوريرت والحسيمة ووجدة، ليهدف المخطط إلى تحويل الميناء إلى محرّك اقتصادي متكامل لشمال المملكة.

واسترسل التقرير موضحاً أن هذا المشروع يتضمن تجهيزات تقنية متقدمة تشمل حواجز أمواج بطول يفوق خمسة كيلومترات، ورصيفاً بطول 1.440 متر وغاطساً يصل إلى 18 متراً، إضافة إلى منصة برية واسعة وتجهيزات من رافعات قنطرية ومطاطية ومحطات للطاقة والـ Ro-Ro.

منطقة صناعية ضخمة تدعم التحول الاقتصادي

وذكر أن المشروع يرتبط بمنطقة صناعية ولوجستية حرة تمتد على 8.000 هكتار، تستهدف جذب استثمارات أجنبية كبرى وتكرار تجربة طنجة ميد. 

وتُتوقع مساهمتها في خلق أكثر من 30 ألف منصب شغل، في إطار رؤية لتنويع الاقتصاد وتعزيز التصنيع الموجّه للتصدير.

وبين أن الأشغال تتقدم عبر شراكات مع شركات عالمية، بعدما أبرمت مرسى ماروك اتفاقيات مع Terminal Investment Limited وCMA Terminals لتدبير محطات الحاويات، في حين رست صفقة خدمات القطر البحري على كونسورتيوم تقوده Boluda Towage France، ما يعكس ثقة الفاعلين الدوليين بالمشروع.

توازنات جديدة في مضيق جبل طارق

ولفت إلى أن تشغيل الميناء سيعيد رسم النفوذ اللوجستي في غرب المتوسط، خصوصاً مع اضطرابات التجارة الدولية وتزايد أهمية المضائق البحرية. 

ويحتل مضيق جبل طارق موقعاً مركزياً في حركة الملاحة العالمية، ما يجعل الميناء الجديد نقطة جذب للخطوط البحرية دون انحرافات إضافية في مسار السفن.

وأضاف أن نجاح طنجة ميد وتقدم مشروع الناظور يضعان المغرب على عتبة ترسيخ قطبين لوجستيين عالميين خلال أقل من عقدين، مدفوعين ببيئة تنظيمية مرنة وقدرات تشغيلية منافسة، ما يعزز موقع المملكة كفاعل رئيسي في التجارة البحرية والمتوسطية.