اقتصادكم - نورالدين البيار
أثار اكتشاف السلطات الهولندية لمواد مسرطنة بشحنة من البرتقال المغربي، الكثير من الجدل والخوف في أوساط المستهلك المغربي، ما يطرح الكثير من الأسئلة، حول مصير هذه الشحنة.
وكانت وكالة الأغذية والأعلاف الأوروبية، قد طلبت في 28 فبراير 2022، سحب البرتقال المغربي، من السوق الهولندي، بعدما رصد (نظام الإنذار السريع للأغذية) وجود مادة محظورة لمبيد حشري، تسبب أضرارا صحية على المستهلكين.
واعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن هذا المستجد يشكل معضلة حقيقية، تنضاف إلى ما يعانيه القطاع من فوضى منذ سنين.
وأكد الخراطي في حديث لـ’’اقتصادكم’’ قائلا: ’’منذ 2012 ونحن دائما نحاول القيام بمحاضرات لتحسيس السلطات المعنية بخطورة المبيدات، عندنا أكثر من 50 ألف حالة سرطان جديدة تظهر كل سنة’’.
’’ هذه الكميات من البرتقال التي منعتها هولندا من سيأكلها، سيأكلها المغاربة، أوليس من حقهم الحماية مثل الهولنديين.؟ يتساءل بوعزة الخراطي.
ليضيف ’’ المشكل أن المبيد ممنوع في أوروبا فكيف دخل المغرب؟، لافتا أن اوروبا اختارت ان تخرج نفاياتها السامة لتبيعها للدول الأفريقية بما فيها المغرب.
اقرأ أيضا: منها الحرب على أوكرانيا.. تحديات تواجه صادرات الحوامض المغربية نحو أوروبا
وعن دور المكتب الوطني للسلامة الصحية ’’ الأونسا’’ قال خراطي إن المكتب ليس لديه الأطر الكافية لمراقبة كل شيء’’.
وطالب رئيس جامعة المستهلك من ’’ أونسا’’ القيام بمزيد من الأبحاث والتحريات، لمعرفة الجهة المصدرة لهذا المنتج، هل هذا الليمون قادم من بركان أومن بني ملال أم جهة أخرى؟.
وشدد المتحدث ذاته، على أن هناك فوضى داخل المغرب في المجال، والقانون 13.83، يستثني المواد النباتية الطازجة، كالحوامض من المراقبة، وقد راسلنا السيد عزيز أخنوش عندما كان وزيرا للفلاحة دون جدوى.’’
وأشار الخراطي إلى أن ’’هناك بعض الفلاحين لا يحترمون شروط السلامة الصحية، فهناك من يرش المبيدات ويبيع المنتج بعد ذلك، بوقت قصير، وفي وسط غياب صفة المنفعة العامة للجمعيات ، يبقى المستهلك وحيدا في غابة التجار والمضاربين وعرضة للأمراض.