اقتصادكم
تواصل أسعار الدواجن اتجاهها التصاعدي بالمغرب. وبعد انخفاضها بدرهم إلى درهمين، بحسب السوق، لمدة نحو شهر، تفاجأت العديد من الأسر، منذ يومين فقط، بارتفاع أسعار الدجاج في الأسواق إلى مستويات قياسية.
وشكل ارتفاع أسعار الدجاج في مختلف الأسواق الوطنية، ضربة قوية للقدرة الشرائية للمغاربة، ما أثار مخاوف لدى المستهلكين المغاربة. زيادة لم تستثني أحدا من تأثيراتها. وأشعرت العديد من الأسر بالغضب من هذه التقلبات، التي لم تأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية للمواطن.
وأثار ارتفاع الأسعار بحوالي 30% دفعة واحدة، موجة من الغضب والسخط على وسائل التواصل الاجتماعي. وحسب مهنيين، في اتصال هاتفي مع "اقتصادكم"، وصلت أسعار الدجاج إلى مستويات قياسية.
ولم تستثنِ الزيادة الدجاج "الكروازي"، إذ وصل سعر الكيلوغرام إلى 15 درهماً، في وقت لم يتجاوز سعره 10 دراهم في الحالات القصوى.
وفيما يتعلق بالدجاج "البلدي"، فقد وصل سعر الكيلو الآن إلى 80 درهماً، ومن المتوقع بحسب تجار التقسيط، أن يرتفع خلال الأيام المقبلة بما لا يقل عن درهمين، ما يشير إلى أن تطور الأسعار يهدد بأضرار بليغة لمصالح مهنيي القطاع.
واعتبر المغاربة هذه الزيادات مفرطة وتفوق قدرتهم الشرائية، خاصة وأن أغلب الأسر تعتمد على الدواجن في نظامها الغذائي كبديل للحوم الحمراء، التي أصبح سعرها مرتفعا بالفعل.
في المقابل، يخشى آخرون من وصول سعر كيلو الدجاج الحي إلى مستويات قياسية خلال الأيام المقبلة، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل.
وإذا كانت هذه الزيادة مفاجئة للمستهلك، فقد سبق للجمعية المغربية لمربي الدواجن أن أعربت في عدة مناسبات عن تخوفها من تداعيات استمرار استنفاد موارد المربين المالية.
من جانبهم، يدافع البائعون عن أنفسهم ويعزون المسؤولية إلى الأسعار الباهظة للمواد الأولية المستخدمة في إنتاج الأعلاف، ويرجع ذلك إلى تكاليف النقل التي تأثرت بدورها بارتفاع أسعار الوقود.
وتعزو الفدرالية البيمهنية لقطاع الدواجن هذا الارتفاع إلى نمو أسعار الذرة والصوجا وعباد الشمس في السوق الدولية، والتي تشكل 80% من مكونات أعلاف الدواجن، والتي واصلت اتجاهها التصاعدي منذ سنة.
وتجدر الإشارة إلى أن اللحوم البيضاء هي كثر تقديرا لدى الأسر، لأنها تغطي 60% من احتياجات المواطنين من البروتينات الحيوانية الضرورية لنظام غذائي مناسب وصحي. كما تنتج الضيعات أزيد من 600 ألف طن سنويا، منها 500 ألف طن من الدجاج، و100 ألف طن من الدواجن.
ورغم أن الحرارة تعتبر عاملا حاسما في ارتفاع الأسعار، إلا أن عناصر أخرى تساهم في هذا الاتجاه مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الخام وغلاء المحروقات.
يشار إلى أنه في سياق الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، أصبحت العلاقة بين المستهلكين والمهنيين أكثر توترا بفعل الزيادات المتتالية في الأسعار وتراجع القدرة الشرائية.