اقتصادكم
شهدت بورصة الدار البيضاء في المغرب حدثاً لافتاً في عام 2024، إذ رغم تسجيل اكتتاب عام أولي واحد فقط، إلا أن مؤشرها الرئيسي ارتفع إلى أرقام قياسية، بفضل الإقبال الكبير على تداول الأسهم، ما يشير إلى زخم مستمر في أداء السوق المالية خلال العام المقبل.
تضم البورصة حالياً 77 شركة مدرجة بقيمة سوقية تصل إلى 75 مليار دولار. وعلى الرغم من قلة الاكتتابات العامة، إلا أنها تحظى باهتمام كبير من المستثمرين، خاصة الأفراد الذين بدأوا ينافسون المؤسسات في التداول.
في نوفمبر الماضي، حقق المؤشر الرئيسي للسوق رقماً قياسياً جديداً بتجاوزه حاجز 15,000 نقطة لأول مرة في تاريخه. ورغم التحذيرات من إمكانية حدوث تصحيح مفاجئ، إلا أن السوق حافظت على أدائها القوي.
كان الاكتتاب الأولي لشركة "CMGP" من أبرز أحداث العام، حيث جمعت 110 ملايين دولار لتوسيع أنشطتها الزراعية، فيما بلغت الطلبات على أسهمها أكثر من 4 مليارات دولار، ما يعكس شهية المستثمرين الكبيرة. وحقق هذا الطرح أفضل أداء للبورصة خلال 15 عاماً، بمشاركة أكثر من 34 ألف مستثمر.
دور البورصة في تمويل الاقتصاد
قال طارق صنهاجي، المدير العام لبورصة الدار البيضاء لـ"الشرق" : "إن نجاح الطروحات الأولية يظهر قدرة البورصة على جذب الاستثمارات وتمويل الشركات بمختلف أحجامها وقطاعاتها". ومنذ عام 2020، جمعت البورصة 420 مليون دولار من 6 طروحات أولية، إضافة إلى 460 مليون دولار من عمليات تمويل أخرى.
يهيمن قطاع البنوك على أكثر من ثلث القيمة السوقية للبورصة، حيث يتصدر "التجاري وفا بنك" بقيمة سوقية تبلغ 12.2 مليار دولار. ومع ذلك، يهدف النموذج التنموي إلى خفض حصة البنوك إلى 20% بحلول عام 2035 عبر تعزيز دور الشركات من القطاعات الأخرى.
مستقبل مشرق للطروحات
تستعد ثلاث شركات مغربية لطرح أسهمها في السنوات المقبلة، منها "ديسلوك" في قطاع المواد الغذائية والصحية، و"كاش بلس" لخدمات التحويل المالي، و"أونكوراد" المتخصصة في الرعاية الصحية. ويتوقع الخبراء استمرار الأداء الاستثنائي للبورصة، مدعوماً بنجاح الشركات غير المدرجة وسهولة دخولها إلى السوق.
يشير هذا الزخم إلى دور البورصة كوسيلة للنمو الاقتصادي وتمويل الشركات، مما يعزز مكانة سوق الدار البيضاء كأحد أهم المراكز المالية في المنطقة.