اقتصادكم
سجّل القطاع السياحي المغربي أداءً استثنائياً خلال سنة 2025، حيث استقبل المغرب 13,5 مليون سائح إلى غاية نهاية غشت، أي بزيادة قدرها 15% مقارنة بسنة 2024، كما بلغت عائدات السياحة من العملة الصعبة 67 مليار درهم مع نهاية يوليوز، بارتفاع نسبته 13%، وهو معدل يعادل ثلاثة أضعاف النمو العالمي المقدر بـ5% وفقا لمنظمة السياحة العالمية، مما يعكس نجاح الاستراتيجية الوطنية للسياحة.
وفي هذا السياق الإيجابي، ترأست فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، اجتماعاً مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة يوم الثلاثاء 16 شتنبر بالرباط، خُصص لتقديم حصيلة الإنجازات وتحديد الأولويات المستقبلية استعداداً للاستحقاقات الدولية الكبرى ما بين 2025 و2030، وعلى رأسها تنظيم كأس العالم 2030.
وأكدت الوزيرة أن هذه النتائج تعكس الرؤية الحكومية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مشيرة إلى دور البرنامج الاستعجالي بقيمة 2 مليار درهم، وخارطة الطريق 2023-2026 بميزانية 6 مليارات درهم، في تحقيق هذه الدينامية. وأبرزت أن هذه الاستثمارات، إلى جانب انخراط المهنيين، ساهمت في تعزيز الربط الجوي وإطلاق برامج مبتكرة مثل Cap Hospitality وGo Siyaha و Kafaa، وقالت: "أولوياتنا اليوم واضحة: الحفاظ على دينامية النمو، مع جعل التميز العملي والعدالة المجالية ركيزتين أساسيتين في استراتيجيتنا السياحية".
من جهته، أشاد حميد بن طاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، بالحصيلة الإيجابية، مؤكداً أن المهنيين يتقاسمون نفس الأولويات المعلنة، مضيفا: "نحن عازمون على المضي قدماً بجرأة أكبر للاستعداد للمستقبل. ولهذا، فإن الاستثمار في التكوين المستمر وتطوير الكفاءات يظل أساسياً لرفع تنافسية القطاع، وتمكين السياحة المغربية من اعتلاء أعلى المراتب.".
أما بخصوص الخطوات المقبلة، فمن المقرر أن تطلق الوزارة ابتداءً من أكتوبر 2025 أشغال إعداد خارطة الطريق الجديدة 2027-2030، بشراكة وثيقة مع المهنيين، بهدف الاستعداد للاستحقاقات الدولية وضمان استمرارية النمو. كما ستُنظم لقاءات قطاعية مع الفيدراليات المهنية لتحديد الإجراءات ذات الأولوية وتسريع تنزيلها، مع إيلاء أهمية خاصة لتنمية سياحية متوازنة تشمل مختلف جهات المملكة، وخلق فرص شغل مستدامة وتثمين المؤهلات المحلية.
وقد حضر الاجتماع كل من محمد مسلك، الكاتب العام للوزارة، وأشرف فائدة، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، وعماد برقاد، المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية، إلى جانب حميد بن طاهر، رئيس الكونفدرالية الوطنية للسياحة، ورؤساء الفيدراليات المهنية والمجالس الجهوية للسياحة.