القطب المالي للدار البيضاء يرسخ مكانته كجسر استراتيجي بين المغرب وإفريقيا

آخر الأخبار - 09-08-2025

القطب المالي للدار البيضاء يرسخ مكانته كجسر استراتيجي بين المغرب وإفريقيا

 

اقتصادكم 

في قلب العاصمة الاقتصادية للمملكة، يقف برج “CFC First” شامخا كرمز ملموس لنموذج مالي حديث ومفتوح على العالم. هذا المعلم الزجاجي، الذي يحتضن القطب المالي للدار البيضاء (CFC)، لم يعد مجرد بناية فخمة، بل صار واجهة استراتيجية للمغرب في رهانه على الاندماج الإفريقي وتعزيز جاذبيته الاقتصادية الدولية.

منذ تأسيسه، تحول CFC إلى منصة استثمارية رائدة في القارة، تستقطب أزيد من 240 شركة، منها 50 فرنسية، وتقدم بيئة عمل تستجيب للمعايير العالمية من حيث الإطار القانوني، الحوافز الضريبية، والمواكبة المتخصصة. وقد ساهمت إصلاحات مهمة، انطلقت سنة 2020، في تعزيز موقعه، خاصة بعد اعتماد نظام ضريبي موحد بنسبة 15% وخروج المغرب من القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي (GAFI).

ولم يقتصر نجاح القطب على المعطيات الاقتصادية فقط، بل أصبح فاعلا رئيسيا في التحول نحو التمويل المستدام، بانضمامه إلى مبادرات دولية كبرى مثل شبكة المراكز المالية للاستدامة التابعة للأمم المتحدة (FC4S)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP FI). هذه الخطوات رسخت مكانة CFC كمركز يهتم بالاستثمار المسؤول والمستدام، في انسجام مع توجهات الاقتصاد الأخضر.

وفي حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح الخبير المالي سعيد الفراشي أن القطب المالي للدار البيضاء يمتاز بمرونة كبيرة في جذب المستثمرين، سواء عبر التسهيلات الإدارية أو عبر اشتراطات تضمن وجود كفاءات ذات خبرة دولية. كما أن القطب لا يقتصر على الأنشطة المالية، بل يفتح المجال أمام أنشطة قانونية، ضريبية، ولوجستيكية مرتبطة بتوسع الشركات في إفريقيا.

وأوضح المتحدث أنه، اليوم وبعد فوزه برئاسة التحالف العالمي للمراكز المالية الدولية (WAIFC)، يؤكد القطب المالي للدار البيضاء موقعه كمحور للتكامل الاقتصادي الإقليمي. ومع انطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (ZLECAF)، يتعزز دور CFC كأداة استراتيجية للمغرب في بناء شراكات فعالة مع أكثر من 35 جهة دولية، مما يجعل منه منصة فاعلة في صياغة مستقبل القارة اقتصاديا وماليا.