اقتصادكم 

 

وسط التحولات المتسارعة التي يعرفها قطاع مستحضرات التجميل في إفريقيا، يبرز المغرب كأحد الأسواق التي تشهد نموا متوازنا، مدفوعا بتغير أنماط الاستهلاك، وتوسع الطبقة الوسطى، والانفتاح المتزايد على العلامات العالمية.

وأوردت منصة "إيندكس بوكس" أن سوق مستحضرات تجميل العيون في إفريقيا مرشحة لبلوغ حجم يناهز 17 ألف طن، بقيمة سوقية تقدر بنحو 401 مليون دولار بحلول سنة 2035، في سياق توسع تدريجي تقوده زيادة الطلب وتحولات أنماط الاستهلاك.

ولفتت إلى أن جنوب إفريقيا جاءت في المرتبة الثانية بحجم واردات بلغ 1,518 طنا، تلتها المغرب في المرتبة الثالثة بـ257 طنا، حيث شكلت الدولتان معا نحو 34% من إجمالي الواردات، ما يبرز الوزن المتزايد للسوق المغربية داخل المنظومة الإفريقية.

وأضافت  "إيندكس بوكس” أن دولا أخرى مثل الجزائر وليبيا وكينيا وبوركينا فاسو سجلت مستويات واردات أقل بكثير، ما يعكس تفاوتا واضحا في حجم الأسواق وقدرتها على استيعاب المنتجات التجميلية المتخصصة.

وذكر المصدر عينه أن المغرب حل في المرتبة الثانية إفريقيا من حيث قيمة واردات مستحضرات تجميل العيون، بقيمة بلغت 7.1 ملايين دولار، ما يمثل 17% من إجمالي قيمة الواردات، خلف جنوب إفريقيا التي تصدرت القائمة بـ16 مليون دولار.

وأشار إلى أن هذا التموقع يعكس خصوصية السوق المغربية، التي تجمع بين حجم واردات متوسط وقيمة مرتفعة نسبيا، ما يدل على توجه المستهلكين نحو منتجات ذات جودة أعلى، وانفتاح متزايد على العلامات الدولية.

وأضاف أن واردات المغرب سجلت معدل نمو سنوي متوسط بلغ +5.7% بين 2013 و2024، وهو نمو يعكس توسعًا تدريجيا ومستقرا للسوق، مقارنة بالنمو السريع في نيجيريا (+16.2%) أو الاستقرار النسبي في جنوب إفريقيا.

كما أورد أن التوقعات تشير إلى تباطؤ نسبي في معدل النمو السنوي المركب للسوق الإفريقية خلال الفترة المقبلة، ليستقر عند +1.5% من حيث الحجم و+1.8% من حيث القيمة، مع استمرار توسع الطلب بوتيرة أكثر نضجا. 

وأشار إلى أن تموقع المغرب ضمن المراتب المتقدمة يعكس توازنا بين الاستهلاك الداخلي والانفتاح على الواردات، ما يجعله سوقا واعدة لمستحضرات التجميل، وقاعدة محتملة لتوسع العلامات الدولية داخل شمال وغرب إفريقيا.

وتابعت المنصة أن حجم الاستهلاك الإفريقي بلغ خلال سنة 2024 نحو 14 ألف طن، بقيمة ناهزت 330 مليون دولار، مع تصدر كل من مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا قائمة أكبر الأسواق الاستهلاكية، ما يعكس تركز الطلب داخل عدد محدود من الدول.