المغرب يتقدم في سباق استقطاب الغاز النيجيري رغم التحركات الليبية

آخر الأخبار - 08-12-2025

المغرب يتقدم في سباق استقطاب الغاز النيجيري رغم التحركات الليبية

اقتصادكم


تشتد المنافسة في شمال إفريقيا على بوابة الغاز نحو القارة الأوروبية، إذ تجد ليبيا نفسها اليوم في سباق محتدم مع المغرب والجزائر لجذب الغاز النيجيري، في لحظة تشتد فيها أزمة الطاقة العالمية وتبحث أوروبا عن بدائل آمنة ومستقرة بعيدًا عن مصادرها التقليدية.

وفي هذا الصدد، كشفت منصة “الطاقة” أن ليبيا تسعى لتعزيز موقعها كمركز استراتيجي لتصدير الغاز الإفريقي، معتمدة على موقع جغرافي يربط بين إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط. 

وأوضحت المنصة أن وزير النفط الليبي دعا إلى تعاون إفريقي واسع يجعل بلاده جسراً رئيسياً لنقل الغاز نحو الأسواق الأوروبية.

وتابعت المنصة المتخصصة أن المنافسة أصبحت أكثر حدة في ظل تحركات المغرب والجزائر للاستفادة من الغاز النيجيري عبر مشاريع كبرى، ما يمنحهما أوراق قوة إضافية داخل سوق الطاقة الأوروبية، إذ تتطلع الدول الثلاث إلى استثمار موقعها الجغرافي على المتوسط لانتزاع مكانة محورية في تدفقات الغاز الإفريقي.

وذكرت “الطاقة” أن نيجيريا، بصفتها أكبر مخزون غازي في إفريقيا، تمثل الطرف القادر على إعادة رسم خريطة الإمدادات في القارة، فيما تحاول ليبيا بناء قنوات تعاون مباشرة معها لربط الغاز النيجيري بالبنية التحتية الليبية القائمة، بما يضمن تدفقات مستمرة نحو القارة الأوروبية.

البنية التحتية الليبية ورهان التموضع الإقليمي

وأبرز التقرير أن ليبيا تعتمد على مشروع خط “غرين ستريم”، الذي يربطها مباشرة بإيطاليا بطاقة تبلغ 11 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما يمنحها منصة جاهزة لاستقبال كميات كبرى من الغاز. ولفت إلى أن هذه القدرة تتيح لليبيا لعب دور وسيط طاقي متقدم داخل المنطقة.

وأشار إلى أن ليبيا تحتاج استثمارات ذكية من الدول الإفريقية ونقل خبرات تقنية متقدمة، إضافة إلى إرساء أطر تنظيمية مشتركة لتعزيز تدفق الغاز بكفاءة نحو أوروبا، ما يمكّنها من معالجة الغاز وتجميعه قبل تصديره، ويجعلها جسرا رئيسيًا ضمن منظومة الطاقة الإقليمية والدولية.

وأضاف أن هذا التوجه سيوفر فرصًا استثمارية موازية للدول الإفريقية المنتجة، ويتيح استغلال موارد غير مستغلة سابقًا، بما يرفع من مكانة ليبيا لاعبا مهمًا في قطاع الغاز الإفريقي، خصوصًا مع تزايد الحاجة الأوروبية لمصادر مستدامة وآمنة للطاقة.

المشروع النيجيري–الليبي.. طموح يواجه منافسة إقليمية

كما أورد أن ليبيا طرحت سنة 2024 مشروع خط أنابيب لنقل الغاز النيجيري مرورًا بالنيجر وصولاً إلى أوروبا، بهدف تعزيز أمن الطاقة الأوروبي وزيادة نفوذها في سوق الغاز. وشملت المباحثات ربط هذا المشروع بخط “غرين ستريم” لضمان استمرارية التدفقات وتوسيع القدرة التصديرية.

وذكر المصدر عينه أن ليبيا تعتبر إنشاء “البنك الإفريقي للطاقة” خطوة إستراتيجية لدعم مشاريع الغاز بالقارة، إذ سيتيح توحيد الجهود الاستثمارية وتقوية البنى التحتية، ما ينعكس إيجابًا على دول الإنتاج والعبور ويعزز حضورها في خريطة الطاقة العالمية.

وأشار إلى أن المنظمة الإفريقية المنتجة للنفط ترى أن المشروع سيخدم جميع الأطراف، ويشكل خطوة كبيرة لجذب الغاز النيجيري عبر ليبيا بدل منافذ أخرى، بما يعزز مكانة طرابلس كمركز طاقي مستقبلي.

الجزائر ومشروع الأنبوب العابر للصحراء

وواصلت “الطاقة” أن مشروع الأنبوب العابر للصحراء يمثل المنافس المباشر لليبيا، إذ يمتد لأكثر من 4,000 كلم لنقل 30 مليار متر مكعب من نيجيريا إلى أوروبا عبر الجزائر. ويحظى المشروع بدعم أوروبي واسع نظراً لدوره المحتمل في تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.

ولفت إلى أن المشروع، ورغم غياب قرار الاستثمار النهائي، قد يصبح نقطة مركزية في خريطة الغاز الإفريقي مع حلول 2026، ما يعزز دور الجزائر كواحدة من أهم المزودين للأسواق الأوروبية، ويمنحها نفوذًا مضاعفًا في منطقة المتوسط.

المغرب وأنبوب الغاز الأطلسي.. مشروع يتجاوز الطاقة

وأبرز التقرير أن المغرب يقود مشروع أنبوب الغاز الأطلسي، الممتد لنحو 6,000 كيلومتر نحو أوروبا، بطاقة متوقعة بين 15 و30 مليار متر مكعب سنويًا، وهو ما يعادل تزويد 400 مليون شخص، كما يُنظر إلى المشروع كمنصة لتحول اقتصادي واجتماعي في دول العبور.

وأورد أن المشروع، الذي أُطلق عام 2017 برعاية الملك محمد السادس والرئيس النيجيري، قطع خطوات مهمة مع اكتمال الدراسات البيئية والاجتماعية، ما يمهّد لاتخاذ القرار الاستثماري النهائي، خاصة بعد موافقة قادة “سيداو” على الاتفاق الحكومي المشترك.

وأشار إلى أن أنبوب الغاز الأطلسي يعزز التكامل بين شمال وغرب إفريقيا، ويفتح مجالات استثمار واسعة، كما يمنح المغرب مكانة استراتيجية في استقطاب الغاز الإفريقي وارتباطه المباشر بالأسواق الأوروبية.