المغرب ينضم إلى المدن الرائدة عالميا في مواجهة التغير المناخي

آخر الأخبار - 07-11-2025

المغرب ينضم إلى المدن الرائدة عالميا في مواجهة التغير المناخي

اقتصادكم


تعهد قادة محليون ورؤساء بلديات من عشرين دولة، ضمنها المغرب، خلال اجتماعهم في مدينة ريو دي جانيرو، بدعم تنفيذ الأهداف الوطنية المتعلقة بالمناخ، وبالعمل على إنجاز مشاريع ملموسة لتعزيز قدرة المدن على الصمود في مواجهة التغير المناخي.

وجاء هذا الالتزام في البيان الختامي الذي اعتمد الأربعاء في ختام منتدى القادة المحليين للمؤتمر الثلاثين للأمم المتحدة بشأن المناخ، الذي ن ظم منذ يوم الاثنين في عاصمة ولاية ريو دي جانيرو الواقعة جنوب شرق البرازيل.

ويسبق هذا الاجتماع الدولي، المؤتمر الثلاثين للأمم المتحدة بشأن المناخ، الذي سينعقد في الفترة الممتدة من 10 إلى 21 نونبر في بليم، في منطقة الأمازون البرازيلية.

وجاء في البيان "نلتزم معا بجعل حياة الشعوب أكثر كرامة واستدامة، من خلال بناء مجتمعات أكثر قدرة على الصمود، وتوسيع نطاق الوصول إلى مصادر الطاقات المتجددة، وتعزيز النجاعة الطاقية، وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، ودعم الحلول القائمة على الطبيعة، وحماية الغابات والتنوع البيولوجي والموارد المائية".

كما يتعهد المسؤولون المحليون بمواكبة دولهم في تحقيق الأهداف الوطنية للمناخ، عبر العمل كشركاء في التنفيذ، وتعزيز انتقال عادل وقادر على الصمود، وتأمين مجموعة قوية تضم أكثر من 2500 مشروع محلي رائد وقابل للتمويل، من أجل توجيه التمويل المناخي نحو جهود التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع تداعيات التغير المناخي، وتعزيز التعاون بين مختلف مستويات الحكامة، لجعل مسار مؤتمر الأطراف فضاء للعمل والمسؤولية المشتركة.

ويؤكد الموقعون على مقاربة قائمة على البعد الترابي، مبرزين أن المدن تقع في قلب معركة التغير المناخي، ما دامت 80 في المائة من الانبعاثات العالمية مصدرها المناطق الحضرية التي تؤوي اليوم غالبية سكان العالم.

من جهة أخرى، أشار البيان إلى أن "القادة المحليين يضطلعون بدور محوري في البنية العالمية الجديدة للتمويل المناخي، إذ يمتلكون سلطة التنظيم والتخطيط وفرض الضرائب وتعبئة رأس المال"، مسجلا أن 44 في المائة من أدوات تسعير الكربون في العالم ت طب ق على المستوى دون الوطني.

ويمثل الموقعون أكثر من 14 ألف جماعة ترابية وإقليما وجهة. وإلى جانب المغرب، وقع على الإعلان ممثلون عن البرازيل، فرنسا، المملكة المتحدة، السويد، كندا، اليابان، جمهورية كوريا، البيرو، سيراليون، أستراليا، ألمانيا، المكسيك، إيطاليا، الولايات المتحدة، الأرجنتين، الفلبين، جنوب إفريقيا،ورومانيا، وأوكرانيا.

ويضم الوفد المغربي مجموعة من رؤساء الجماعات والجهات، في دليل على التزام المملكة على مختلف مستويات الحكامة في مواجهة التغي ر المناخي.

من جانبه، أشاد عمدة مدينة ريو دي جانيرو، إدواردو بايس، بقدرة المدن على الفعل والتأثير. وقال "أظهرت هذه الأيام الثلاثة ما دأب رؤساء البلديات والحكومات الإقليمية على تأكيده منذ وقت طويل: قدرة المدن على تحقيق التحولات اللازمة. لقد انصب النقاش الأساسي حول كيفية تحويل الخطاب إلى تمويل. إن الجنوب العالمي بحاجة إلى الموارد، فيما تمتلك البلديات إمكانات هائلة لتنفيذ سياسات طموحة".

من جهته، قال عمدة مدينة بليم، إيغور نورماندو، إنه "في المدن تتشكل الحياة".

وأضاف "غالبا ما يبدأ النقاش مع رؤساء الدول أو الحكام قبل المدن. ولكن إذا أردنا حماية الحياة وتحسين جودة المعيشة، فلا بد من الحوار مع أولئك الذين يعيشون في المدن"، مشددا على أن استضافة مؤتمر الأطراف في الأمازون تمثل اعترافا رمزيا وتاريخيا.

وتابع قائلا "لقد ساعدت الأمازون العالم على التنفس لسنوات طويلة، واليوم تطلب من العالم مساعدتها على الحياة".

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ببرازيليا، أبرز محمد السفياني، عضو المكتب التنفيذي العالمي لاتفاقية عمداء المدن من أجل المناخ والطاقة، ريادة المملكة المغربية على المستويين القاري والعالمي في مجال المناخ والاستدامة، بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأكد أن انخراط المدن المغربية في مواجهة التغير المناخي، سواء على مستوى التخفيف أو التكي ف، يعد واقعا ملموسا، مسجلا أن الشراكة متعددة المستويات تجسد مقاربة تعتمدها المدن المغربية بدعم من وزارة الداخلية وغيرها من القطاعات المعنية.

وأضاف أنه على سبيل المثال، وكما هو الحال في مدن مغربية أخرى، تمثل قطاعات الماء الصالح للشرب، والصرف الصحي، والطاقة، والبنيات التحتية الأساسية نماذج ناجحة في شفشاون، ما يبرهن على جدوى المنهجية متعددة المستويات التي ينهجها المغرب.