رغم التحديات الكبيرة.. المغرب يسير بخطى ثابتة نحو الريادة الطاقية

آخر الأخبار - 22-09-2025

رغم التحديات الكبيرة.. المغرب يسير بخطى ثابتة نحو الريادة الطاقية

اقتصادكم


يعيش المغرب على وقع طموحات كبيرة في مجال الهيدروجين الأخضر، حيث يهدف إلى إنتاج 3 ملايين طن سنويًا بحلول 2030، وتلبية 4% من الطلب العالمي، وجذب استثمارات بقيمة تفوق 32.6 مليار دولار، مستفيدًا من موقعه الإستراتيجي وموارده الطبيعية.

واستعرض الدكتور مجيدي مصطفى، أستاذ السياسات الطاقية والتنمية المستدامة بجامعة الحسن الأول بسطات، ملامح الإستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة، على هامش ندوة افتراضية تحت عنوان: "حاضر ومستقبل الطاقة المتجددة في المغرب"، وذلك في إطار فعاليات المحور السادس من برنامج "تمكين بيئي مستدام" مشيرًا إلى أن المغرب يواصل خطواته بثبات نحو بناء نموذج طاقي مستدام، رغم ما يواجهه من تحديات لوجستيكية ومؤسساتية.

الوقود الأحفوري وتحوّل طاقي استراتيجي

أوضح الدكتور مجيدي أن المغرب كان يعتمد حتى وقت قريب بنسبة تفوق 90% على واردات الطاقات الأحفورية (النفط، الغاز، الفحم)، مما جعل فاتورة الطاقة تصل إلى نحو 50 مليار درهم سنة 2008، وهو ما شكل عبئًا ثقيلاً على الميزان التجاري الوطني.

وأمام تنامي الطلب على الطاقة بمعدل سنوي بلغ 4.6% ما بين 2002 و2009، أطلق المغرب سنة 2009 إستراتيجية وطنية جديدة للطاقة، تقوم على تقليص الاعتماد على الخارج، ورفع حصة الطاقات المتجددة، وتحقيق السيادة الطاقية.

المغرب يراهن على الشمس والرياح

قدّم الخبير نظرة مفصلة عن إستراتيجية الطاقة المتجددة في المملكة، التي تقوم على أربعة محاور رئيسية، أبرزها رفع حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء إلى 52% بحلول 2030، وتحقيق نجاعة طاقية تصل إلى 20%، بالإضافة إلى تعزيز الربط الكهربائي مع أوروبا وأفريقيا.

وأشار إلى أن المغرب أنجز أو شرع في تطوير 111 مشروعًا في مجال الطاقات المتجددة بحلول سنة 2025، بقدرة إنتاجية مركبة تصل إلى 3950 ميغاواط، موزعة على الطاقة الشمسية (710 ميغاواط)، والرياح (1430 ميغاواط)، والطاقة الكهرومائية (1770 ميغاواط).

وفيما يخص الربط الكهربائي، كشف الدكتور مجيدي أن المغرب نجح في إمداد إسبانيا بـ38% من قدرتها الإنتاجية خلال أزمة أبريل 2025، عبر خط الربط الحالي، كما أشار إلى اتفاقيات جديدة مع موريتانيا ومشروع قيد التحضير مع البرتغال بميزانية تناهز 437 مليون دولار، إلى جانب مشروع داخلي يربط الداخلة بالدار البيضاء على طول 1400 كيلومتر.

الهيدروجين الأخضر وتحديات المستقبل

وفي المقابل، نبّه الدكتور مجيدي إلى عدة تحديات ما تزال تعيق تحول الطاقة في المغرب، من أبرزها: ضعف شبكات التخزين والنقل، غياب الكفاءات التقنية، الاعتماد على الخبرات الأجنبية، وتهميش المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وختم بالتأكيد على أن المغرب يتوفر على إرادة سياسية واضحة، وبنية مؤسساتية قوية، ودعم دولي متزايد، ما يخوّله للعب دور ريادي في مجال الطاقات النظيفة، شريطة تسريع وتيرة الإصلاحات وتوسيع قاعدة الاستفادة داخليًا.