اقتصادكم

 

‎تعود قضية الواردات الفلاحية المغربية إلى الواجهة في إسبانيا مع كل موجة احتجاج جديدة للمزارعين، الذين يتهمون المنتجات القادمة من المملكة بإرباك السوق المحلية. 

‎ورغم الضغوط المتزايدة، كشفت البيانات الرسمية أن الاعتماد الإسباني على البضائع المغربية يزداد بوتيرة لافتة عاما بعد آخر.

‎وفي هذا الصدد، كشف موقع “فوزبوبولي” الإسباني أن الواردات الزراعية والغذائية القادمة من المغرب سجلت قفزة جديدة خلال عام واحد فقط، بعدما ارتفعت بنسبة 20%، وذلك رغم استمرار المزارعين الإسبان في الضغط على الحكومة لوضع حد لما يعتبرونه منافسة غير متكافئة في شروط الإنتاج.

‎وتابع الموقع الإسباني أن البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الاقتصاد والتجارة والشركات، والمجمعة ضمن قاعدة DataComex، تظهر أن إسبانيا استوردت بين يناير وشتنبر 2025 ما مجموعه 1.873 مليار يورو من المنتجات المغربية، أي أكثر بنحو 15% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024 حين بلغت القيمة 1.617 مليار يورو.

‎وأورد “فوزبوبولي” أن وتيرة الارتفاع تبدو أوضح عند تحليل الأرقام من حيث الحجم، إذ قفزت الكميات المستوردة من 511.654 طنًا إلى 618.888 طنًا خلال عام واحد، أي بنسبة نمو بلغت 20%. 

‎وأبرز التقرير الإسباني أن فئة “الفواكه والخضروات” تظل المكون الأكبر من الواردات، بحجم يصل إلى 453.839 طنًا، أي ما يعادل 73% من إجمالي السلع الغذائية الزراعية القادمة من المغرب.

‎ولفت إلى أن هذا الاتجاه التصاعدي ليس جديدًا، بل جزء من مسار مستمر منذ عقد كامل، فقد ارتفعت قيمة الواردات الغذائية المغربية بنسبة 144% خلال عشر سنوات، بعدما قفزت من 767 مليون يورو إلى 1.873 مليار يورو، وهو ما يعكس، حسب التقرير، اعتمادًا متناميًا على السلع القادمة من المغرب.

‎وأضاف أن حجم الواردات بدوره ارتفع خلال الفترة نفسها بنسبة 88%، بعدما انتقل من 327.939 طنا قبل عشر سنوات إلى 618.888 طنًا اليوم، مع الإشارة إلى أن سنة 2022 سجلت رقما أعلى قليلا من حيث الحجم لكنها بقيت أقل من حيث القيمة المالية مقارنة بعام 2025.

‎كما أفاد بأن هذا التطور المتسارع يرتبط، وفق ما ينقله الموقع، بعوامل سياسية تتجاوز الحسابات التجارية البحتة، إذ يعود جزء من الارتفاع إلى رغبة مدريد في تعزيز شراكتها مع الرباط، خصوصا في ظل التقارب الدبلوماسي والاقتصادي الملحوظ بين البلدين خلال السنوات الأخيرة.