اقتصادكم 

 

كشف الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، أن المغرب يروج لنفسه بقوة كوجهة آمنة وجاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر، مستندا إلى عوامل متعددة أبرزها الاستقرار الأمني والسياسي. جاء ذلك في مداخلة له خلال مشاركته في برنامج “نقاش الأحرار” الذي بث يوم أمس الأحد، حيث شدد على أن الوضع الأمني الذي تنعم به المملكة، مقارنة بعدد من دول الجوار، يشكل نقطة قوة رئيسية في استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية.

وأكد زيدان أن المغرب يقدم نفسه للمستثمرين كبلد آمن لا فقط على المستوى السياسي، بل كذلك من الناحية الاقتصادية، حيث يتمتع الدرهم المغربي باستقرار نسبي أمام العملات الأجنبية، خاصة الأورو، وهو عامل بالغ الأهمية لدى المستثمرين الذين يخشون تقلبات العملة وتبعاتها على قيمة استثماراتهم.

وفي معرض حديثه، أشار المسؤول الحكومي إلى أن البنية التحتية المتطورة تمثل دعامة أساسية أخرى لجاذبية المغرب الاستثمارية، مشيداً بمستوى المطارات والموانئ وكذا توفر طاقات شابة مؤهلة قادرة على قيادة مشاريع كبرى رغم محدودية الإمكانيات. وأضاف أن هذه العوامل تضع المغرب في موقع تنافسي جيد على الصعيد الإقليمي والدولي.

كما لم يغفل الوزير الإشارة إلى أهمية الرأسمال البشري، حيث نوّه بانفتاح المغاربة وقدرتهم على التفاعل الإيجابي مع المستثمرين الأجانب، إلى جانب تطور مؤسسات التكوين المهني والعالي، خصوصا في مجالات الهندسة والطب والتمريض، مبرزا أن هذه المؤسسات تعرف انتشارا متزايدا في مختلف مناطق المملكة.

وأكد زيدان على أن "ميثاق الاستثمار" يمثل أداة فعالة لإقناع الشركات الكبرى بالاستثمار في البلاد، حيث يتيح لها الاستفادة من دعم حكومي قد يصل إلى 30% من قيمة الاستثمار. كما وجه رسالة مباشرة للمستثمرين المحليين، داعيا إياهم إلى اعتبار الاستثمار في وطنهم مسؤولية وطنية وليس مجرد مشروع ربحي، من أجل المساهمة في خلق فرص الشغل والحد من الهجرة. 

وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالمغرب سجلت ارتفاعا ملحوظا في الربع الأول من عام 2025، إذ بلغت 9.15 مليار درهم، بزيادة 63.6% مقارنة بالفترة ذاتها من 2024.