اقتصادكم
تفاجأ مغاربة بتوصلهم على أرقامهم الهاتفية الشخصية بموقع التراسل الفوري "واتساب" بعروض تشغيل مشبوهة، تم التأكد من استغلالها في غايات احتيالية، بهدف سرقة الأموال.
وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر تدوينات وتعليقات تجاربهم الخاصة أخيرا، بعدما توصلوا برسائل احتيالية على "واتساب". وتبدأ عملية الاحتيال بعرض عمل، وتمنح فعلاً مبالغ صغيرة مقابل مهام صغيرة، لكنها بعد ذلك تشرع في طلب بيانات شخصية، ثم طلب المال. وتعاني دول أسيوية، على رأسها الهند، من هذا النوع من النصب الذي وصل إلى المغرب، فيما تطالب "واتساب" بالإبلاغ عن هذه الحسابات لاتخاذ الإجراءات ضدها.
وتكشف الاحتيال حول الرسائل المشبوهة، حسب تقرير نشره "العربي الجديد"، من خلال منشور نقلته صفحة تقنية على "فيسبوك" تحت اسم "موروكان ويب كوميونيتي"، وحمل تفاصيل تؤكد شكوك المستخدمين. وقال نص المنشور: "راسلني رقم من إندونيسيا يقول إنه من خديجة، مسؤولة التسويق في شركة والت ديجيتال، مقدّمة عرض عمل". ورغم رفض المتصل للعرض، طمأنته الرسائل إلى أنه عمل لا يأخذ من وقته أكثر من دقيقة.
وكانت طبيعة العمل وفق المنشور هي ترك تعليقات إيجابية على بعض المطاعم والفنادق والمقاهي، ثم تلقي تعويض بنحو دولار ونصف دولار مقابل كل مهمة. ولطمأنة المستخدم عُرض عليه خوض تجربة على فندق في خرائط "غوغل".
المرحلة التالية كانت تقتضي بالانتقال إلى "تليغرام"، وهو تطبيق مشفّر معروف بتسهيل الأنشطة غير المشروعة، ثم منح كود للضحية، وتقديم معلومات حول الحساب البنكي.
ولا يملّ الخبراء من تكرار التحذير من تقديم المعلومات البنكية عبر الإنترنت، أو تقديم أي معلومات شخصية.
وقال صاحب المنشور إن موظفة عبر "تليغرام" طلبت منه الاسم والسن ورقم الحساب البنكي ليتلقى المال، وفعلاً توصّل بمبلغ صغير مقابل ترك رسالة إيجابية حول فندق.
بعد ذلك نقلت الموظفة صاحب المنشور إلى مجموعة مغلقة حيث سيتلقى المهام، ولاحظ وجود نحو 90 شخصاً بأسماء عربية مغربية، وقليل منها أجنبي، وفعلاً تلقى مبالغ مقابل المهام الثلاث الأولى.
لكن الأمور بدأت تأخذ منحى مريباً بعد المهمة الرابعة، يقول صاحب المنشور، إذ طُلب منه أن يرسل مالاً لأغراض خاصة بالعمل على يستعيد ماله وفوقه نسبة 40 % إضافية.
;لاحظ أن أقل مبلغ مطلوب هو نحو 25 دولاراً، والثاني 60، و180، ليصل أكبر رقم إلى حوالى 740 دولاراً. أثناء ذلك كانت صور سكرينشوت توضع في المجموعة حول نجاح عمليات الربح بعد إرسال المال.
لكن صاحب المنشور لاحظ مجدداً شيئاً مريباً: صور "سكرينشوت" لم تكن حقيقية، بل مفبركة، مع أخطاء في أسماء الأشخاص في هذه الصور.
كذلك، لاحظ أن أسماء لموجودين في المجموعة المغلقة هي أسماء وهمية، حيث الاسم الكامل مغربي واسم الحساب أجنبي، وحتى رسائل هذه الحسابات في المجموعة كانت تبدو مترجمة ترجمة ركيكة.
عندها قرّر صاحب المنشور ألا يتابع، تلقى تهديداً بعدم تلقي أرباحه إذا لم ينجز المهمة، ثم الطرد من العمل.
ونقل المصدر عن أحد الضحايا في المجموعة، أنه فعلاً أرسل المال ولم يتلقَ أرباحاً، ليتأكّد بعدها أنه تعرّض للنصب بعد تطمينه بالمبالغ الصغيرة التي يتلقاها عن كل مهمة صغيرة.