اقتصادكم
رغم التقدم الكبير في مجال الدفع الرقمي، لا يزال المغرب يعاني من ضعف في شبكة القبول Acceptance، ما يشكل أحد العوائق الرئيسية أمام انتشاره الواسع، حيث قامت دراسة حديثة، لشركة Visa International Maroc بقياس الأثر الاقتصادي والاجتماعي ورسمت مسارات لنمو سريع وشامل.
وأكد المدير العام لشركة Visa International Maroc، سامي رمضان، أن معركة الدفع الرقمي تدور اليوم حول نقطة واحدة وهي الإقبال، حيث يصل عدد البطاقات البنكية النشطة في المغرب إلى الملايين، لكن عدد التجار الذين يقبلون الدفع بها ما يزال محدوداً.
وشرح رمضاني أن “إصدار البطاقات يتطور، لكن بدون نقاط قبول (محطات الدفع الإلكتروني، التجارة الإلكترونية، التطبيقات)، فإن الرقمنة ستظل محدودة”.
نتائج الدراسة: فجوة القبول أكبر عائق
أجريت الدراسة تحت عنوان «Value of Acceptance» على 260 مقاولة صغيرة جداً وصغرى في الدار البيضاء، الرباط ومراكش. وأظهرت النتائج أن 42٪ من التجار لا يقبلون سوى الدفع نقداً، رغم ذلك، 55٪ منهم يعتزمون اقتناء جهاز دفع إلكتروني (TPE) خلال السنتين المقبلتين، ويقدَّر عدد التجار والمقاولات القابلة للتوجه نحو القبول الرقمي بـ 1.2 مليون، في حين لا يزال النقد يمثل 63٪ من مجمل المعاملات في المغرب.
وترى الدراسة أن ما يسمى بـ “فجوة القبول” هو اليوم المانع الاقتصادي الرئيسي أمام انتشار استعمالات الدفع الرقمي، وبالتالي أمام مردوديته على مستوى الاقتصاد الوطني.
فوائد ملموسة للتجار
تشير الأرقام إلى أن اعتماد القبول لا يمر دون أثر إيجابي، 70٪ من التجار لاحظوا ارتفاعاً في رقم معاملاتهم، 64٪ شهدوا زيادة في عدد الزبائن، 91٪ أعربوا عن رضاهم عن استخدام الدفع بالبطاقة.
وفي المناطق السياحية مثل المدن العتيقة، مكّن القبول الرقمي من التقاط مبيعات إضافية من سياح لا يحملون نقوداً أو لا يمكنهم السحب من الصرافات، حيث يقول رمضان: «القبول ليس كلفة بنكية، بل استثمار في الإنتاجية». فكل جهاز دفع نشط يعني تجارة مفتوحة على زبائن جدد، وثقة أكبر، وعمليات محاسبية أكثر سلاسة.
وتحدد الدراسة أربعة محاور رئيسية للتبني:
الكلفة: التجار يتفاعلون مع “السعر الظاهري” للعمولات (1 إلى 3٪)، لكن التحدي هو تبيان القيمة المضافة الحقيقية في المبيعات والسيولة والفعالية.
التكوين والتحسيس: المبادرات الميدانية بالتعاون مع المؤسسات تظهر أن الشرح والتوضيح يؤديان مباشرة إلى التبني.
التحول التكنولوجي: تقنيات مثل Tap-to-Phone (تحويل الهاتف الذكي إلى جهاز دفع) تقلص كلفة الدخول، كما أن الترميز (Tokenisation) والمصادقة المبنية على المخاطر (RBA) تجعل تجربة الدفع أكثر سلاسة وأمناً.
الأمن والثقة: الدمج بين الذكاء الاصطناعي، الترميز، والمصادقة التكيفية يخفض نسب الاحتيال ويعزز ثقة التجار في استلام الأموال.
شراكات من أجل تسريع القبول
يختم رمضان بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تمثل “اللحظة المناسبة” لتوسيع القبول الرقمي في المغرب، بفضل الزخم السياحي، صعود المحافظ الإلكترونية، ودخول فاعلين جدد في السوق.
وأضاف أن : «الشراكة هي المفتاح»، فنجاح التحول لا يتطلب فرض نموذج واحد، بل تنسيق الجهود بين البنوك، المقتنين، شركات التكنولوجيا المالية، شركات الاتصالات، والسلطات العمومية، مع التركيز على القطاعات ذات القيمة المضافة العالية مثل السياحة، النقل، الخدمات السريعة، الحرف، والخدمات المنزلية.