8 مليارات يورو و15 سنة من الأشغال.. مشروع الربط المغرب-إسبانيا يعود للواجهة

آخر الأخبار - 07-11-2025

8 مليارات يورو و15 سنة من الأشغال.. مشروع الربط المغرب-إسبانيا يعود للواجهة

 اقتصادكم 

 

من فكرة طموحة في الثمانينيات إلى مشروع قابل للتنفيذ اليوم، يشق “نفق المغرب-إسبانيا” طريقه نحو الواقع، بدعم مؤسساتي أوروبي متزايد وطموحات مغربية-إسبانية لخلق محور جديد للتبادل بين القارتين.

وطبقاً لما كشفته صحيفة "لوموند" الفرنسية، فإن فكرة إنشاء نفق يربط بين المغرب وإسبانيا عبر مضيق جبل طارق تعود إلى أكثر من أربعة عقود، غير أنها باتت اليوم أقرب إلى التنفيذ من أي وقت مضى، بعد تجديد التعاون بين البلدين تحت إشراف مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وأفاد التقرير الفرنسي بأن المغرب وإسبانيا قررا إعادة تفعيل اللجنة الثنائية للدراسات المضيقية، التي تضم الشركة الوطنية المغربية للدراسات (SNED) ونظيرتها الإسبانية Secegsa، بإشراف مباشر من وزارتي التجهيز في البلدين، ودعم من بنك الاستثمار الأوروبي.

وأبرز أن المشروع يقترح إنشاء نفق بطول 28 كيلومتراً، منها نحو 14 كيلومتراً تحت البحر، وبعمق يصل إلى 475 متراً تحت مستوى سطح البحر، ليربط بين مدينة طريفة الإسبانية وكاب سبارطيل قرب طنجة.

واسترسل التقرير موضحاً أن الكلفة الإجمالية للمشروع تُقدر ما بين 8 و9 مليارات يورو، مع جدول زمني قد يمتد من 12 إلى 15 سنة من الأشغال، في حال اعتماده رسمياً سنة 2026، فيما يتوقع أن يتم التمويل عبر شراكة بين القطاعين العام والخاص، مدعومةً بقروض سيادية ومساهمات أوروبية.

وزاد موضحاً أن المشروع يحمل أبعاداً اقتصادية هائلة، إذ سيساهم في تعزيز حركة التجارة بين أوروبا وإفريقيا، إذ تمر حالياً أكثر من 90 في المئة من المبادلات بين القارتين عبر مضيق جبل طارق.

وأشار التقرير إلى أن النفق من شأنه تقليص كلفة النقل البحري بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المئة، خصوصاً بالنسبة للمنتجات الفلاحية والصناعية القادمة من شمال المغرب والمتجهة إلى الأسواق الأوروبية، فضلاً عن خلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال مرحلة البناء، وقرابة 15 ألف وظيفة دائمة بعد التشغيل.

وتابعت "لوموند" أن المشروع يتجاوز البعد الاقتصادي ليأخذ طابعاً جيو–استراتيجياً، إذ يعيد رسم توازنات النفوذ في غرب المتوسط، إذ يسعى المغرب لترسيخ موقعه كبوابةٍ رئيسية لإفريقيا نحو أوروبا، فيما تطمح إسبانيا إلى تعزيز دورها كممر للطاقة والتجارة في جنوب القارة الأوروبية.

ولفت التقرير إلى أن المشروع يمكن أن يشكل ورقة دبلوماسية مهمة بيد الرباط، لتقوية حضورها في النقاشات الأوروبية حول سياسات التنمية في إفريقيا، وتحقيق مزيد من الدعم لمشاريعها الاستراتيجية جنوب الصحراء.

واعتبر المصدر ذاته أن الطريق أمام المشروع ليست خالية من العقبات، إذ تواجه الدراسات التقنية تحدياتٍ جيولوجية معقدة بفعل عمق المضيق وشدة التيارات البحرية، ما يجعل العملية أكثر صعوبة من تجربة نفق المانش الذي ربط فرنسا ببريطانيا سنة 1994.

وأوضح أن التكلفة قد تتضاعف في حال ظهور عراقيل هندسية أو بيئية، خصوصاً في ظل المطالب الأوروبية بإجراء دراسة أثر بيئي معمقة قبل الشروع في التنفيذ، إلى جانب المخاوف من تقلب المواقف السياسية التي قد تؤثر في وتيرة التمويل والدعم.