كان 2025 ومونديال 2030 يقودان التحول الرقمي ونمو قطاع الاتصالات

آخر الأخبار - 04-09-2025

كان 2025 ومونديال 2030 يقودان التحول الرقمي ونمو قطاع الاتصالات

اقتصادكم

 

تشكل الاستعدادات لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025 (CAN) وكأس العالم لكرة القدم 2030 (CDM)، فرصة تاريخية للمغرب لتسريع وتيرة التحول الرقمي وتعزيز البنية التحتية لقطاع الاتصالات، وفقًا لما جاء في تقرير حديث لـ BMCE Capital Global Research (BKGR) بعنوان: "الاتصالات: نفس جديد مع الـ 5G؟".

ولا تمثل هذه التظاهرات الرياضية الكبرى فقط حدثًا جماهيريًا، بل تُعد أيضًا محفزًا قويًا للاستثمار التكنولوجي، ومرتكزًا لتأهيل الشبكات والبنيات التحتية الرقمية بما يتماشى مع المعايير الدولية الصارمة التي تفرضها الفيفا، لضمان بث عالمي عالي الجودة لجميع المباريات، عبر ربط الألياف البصرية الدولي وشبكات اتصالات متطورة.

شبكات الملاعب المغربية تلبي معايير الفيفا... و5G قادمة قبل انطلاق الكان

أكد التقرير أن المغرب دخل فعليًا مرحلة التسريع الرقمي استجابة لمتطلبات الفيفا. وقد أكدت الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات (ANRT) أن البنيات التحتية المعلوماتية الخاصة بالملاعب الستة المقترحة لاستضافة مباريات كأس العالم قد تم تقييمها من قبل الفيفا بـ"مستوى جيد جدًا"، مما يشكل نقطة قوة مهمة في ملف تنظيم مونديال 2030.

في السياق ذاته، أعلن عن إطلاق شبكة الجيل الخامس 5G ابتداءً من نونبر 2025، تزامنًا مع انطلاق كأس إفريقيا للأمم المقرر في دجنبر المقبل، في إطار استراتيجية "المغرب الرقمي 2030". وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تغطية 8 مدن رئيسية ومطاراتها بالـ5G بحلول نونبر المقبل، والوصول إلى 25% من السكان بحلول 2026، ثم إلى 70% في أفق 2030.

إطلاق تدريجي بتقنية 5G NSA... في أفق انتقال شامل نحو 5G SA

وبحسب BKGR، فإن إطلاق الخدمة سيكون في مرحلته الأولى عبر تقنية 5G NSA، أي شبكة غير مستقلة تعتمد على بنية الجيل الرابع (4G)، ما يسمح بنشر أسرع وتكلفة أقل. بينما سيأتي الانتقال الكامل إلى تقنية 5G SA، التي توفر سرعة استجابة أقل من ميلي ثانية واحدة وسعة أكبر بعشر مرات، بشكل تدريجي بحلول عام 2030، لتلبية متطلبات القطاعات المتقدمة مثل الصناعة الذكية، الصحة الرقمية، والمدن الذكية.

نقلة نوعية اقتصادية: 6 مليارات دولار عائدات متوقعة بحلول 2030

بعيدًا عن البُعد الرياضي، ترى BKGR أن إطلاق الجيل الخامس في المغرب يُعد تحولًا استراتيجيًا، يتماشى مع التوجهات الإقليمية، حيث يُتوقع أن تبلغ مساهمة 5G في الناتج الداخلي الإجمالي (PIB) بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو 50 مليار دولار بحلول عام 2030.

وفي المغرب، تُقدر مساهمة 5G في الاقتصاد الوطني ما بين 4 إلى 6 مليارات دولار بحلول 2030، ما يعادل بين 1,5% و2% من الناتج الداخلي الإجمالي المتوقع، بفضل تأثيرها المباشر في قطاع الاتصالات، وغير المباشر عبر تطوير الخدمات الرقمية، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة السحابية، بالإضافة إلى الأثر التحفيزي على الإنتاجية.

استثمارات ضخمة وفرص جديدة للـPME والابتكار المحلي

من المنتظر أن تخلق هذه الدينامية استثمارات إضافية تقارب 40 مليار درهم في البنية التحتية الرقمية والخدمات المرتبطة بها، ما سيفتح آفاقًا واعدة أمام المقاولات الصغيرة والمتوسطة، والشركات الناشئة في التكنولوجيا، والمجهزين، ومهندسي الشبكات.

كما يُتوقع أن تستفيد من هذه النقلة القطاعات الصناعية، والخدمات اللوجستية، والفلاحة الذكية، والصحة الرقمية، والتعليم، مما يوسع من تأثيرات 5G لتشمل مجالات اجتماعية واقتصادية حيوية.