اقتصادكم
تتوقع وكالة ستاندرد آند بورز (S&P) أن يعرف الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للمغرب (وهو الناتج المحلي الإجمالي المحسوب بأسعار السوق الجارية، دون الأخذ في الاعتبار التضخم) نمواً شبه مستمر خلال السنوات المقبلة، ليرتفع من 128.9 مليار دولار في 2019 إلى 218.9 مليار دولار بحلول عام 2028، مما يعكس دينامية اقتصادية إيجابية في أفق متوسط المدى.
ويشير تحليل S&P إلى وجود علاقة قوية بين تطور الناتج المحلي ومؤشر بورصة الدار البيضاء MASI، حيث يُظهر المؤشر تقليدياً ميلاً لمواكبة نمو الاقتصاد، لكن بوتيرة أقوى — إذ يشهد ارتفاعاً مضاعفاً خلال فترات الانتعاش، ويتراجع بشدة خلال فترات التباطؤ، ما يُظهر "تأثيراً مضخماً" مقارنة بنمو الاقتصاد.
انطلاقاً من هذه المعطيات، قام موقع "Boursenews " المتخصص ببناء ثلاث نماذج إحصائية لتقدير المسار المحتمل لمؤشر MASI ما بين 2026 و2028، استناداً إلى بيانات ما بعد 2019. وأظهرت النتائج أن مؤشر MASI قد يتجه نحو 20,700 نقطة في 2026، و22,500 في 2027، و24,400 في 2028 في السيناريو المركزي، وهو متوسط التقديرات الثلاثة.
ورغم التوقعات الإيجابية، حذّرت S&P من أن هذه التقديرات يجب التعامل معها بحذر، لكونها مبنية على سلسلة زمنية قصيرة نسبياً (2019-2025) ولا تأخذ بعين الاعتبار جميع المتغيرات الأساسية مثل أسعار الفائدة، وربحية الشركات المدرجة، والتدفقات الاستثمارية، وتقلبات أسعار الصرف، بالإضافة إلى الصدمات الجيوسياسية أو الإصلاحات المفاجئة في سوق الرساميل.
وفي الوقت الذي تتوقع فيه الوكالة نمواً حقيقياً بنحو 4% سنوياً خلال الفترة 2025–2028، فإنها تشير أيضاً إلى أن هذا المسار يبقى عرضة لتقلبات مناخية تؤثر على الإنتاج الفلاحي، ما يُبرز أهمية تنويع الاقتصاد وتعزيز صموده أمام التغيرات المناخية لضمان استقرار النمو وأداء السوق المالي.