هل تتحول طفرة المونديال "التاريخية" في المغرب إلى "فقاعة اقتصادية" بعد 2030؟

آخر الأخبار - 29-09-2025

هل تتحول طفرة المونديال "التاريخية" في المغرب إلى "فقاعة اقتصادية" بعد 2030؟

اقتصادكم

 

أطلق المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمية تحذيرًا صريحًا من مغبة تجاهل التداعيات الاقتصادية لمرحلة ما بعد كأس العالم 2030، محذرًا من أن الزخم الحالي في قطاع البناء والأشغال العمومية قد يتحول إلى فقاعة اقتصادية مؤقتة، تنفجر بانتهاء التحضيرات المرتبطة بالحدث الرياضي العالمي.

وفي تقريره الجديد المعنون بـ "سوق الشغل المغربي: هشاشة الحاضر وفرص الغد"، أشار المركز إلى أن مشاريع البنية التحتية المرتبطة بالمونديال وفرت إلى حدود الساعة ما يزيد عن 250 ألف وظيفة مؤقتة في قطاعات البناء، إلى جانب 100 ألف وظيفة إضافية في قطاع السياحة والضيافة.

ورغم ما يمثله هذا الانتعاش من بارقة أمل في سوق العمل، إلا أن التقرير وصفه بـ"الانتعاش الظرفي"، لكونه مرتبطًا بسقف زمني محدد، موضحًا أن معظم هذه الوظائف ستتلاشى بعد انتهاء الأشغال.

وحذّر التقرير من التبعات المحتملة للتوقف المفاجئ للنشاط الاقتصادي المرتبط بالمونديال: "ماذا بعد 2030؟"، وشدد على أن غياب استراتيجية واضحة لإعادة إدماج عشرات الآلاف من العمال سيشكل خطرًا حقيقيًا على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.

في المقابل، يرى التقرير أن المغرب لا يزال أمام فرصة تاريخية لتحويل هذه الطفرة المؤقتة إلى أساس لنمو طويل الأمد، داعيًا إلى إعادة توجيه الاستثمارات والبنية التحتية المُنجزة نحو اقتصاد متنوع ومستدام، من خلال توجيه العمالة نحو مشاريع البنية التحتية الخضراء، وصيانة المرافق والمدن بعد انتهاء المشاريع الكبرى، وبناء قطاع سياحي مستدام لا يعتمد فقط على أحداث استثنائية، بل على نموذج طويل المدى يشمل السياحة البيئية، والثقافية، والطبية، وخلق منظومة لإعادة تأهيل المهارات، خاصة في صفوف عمال البناء والسياحة، لإدماجهم في قطاعات جديدة واعدة، وتعزيز السياسات العمومية التي تركز على التكوين المهني المستدام، وربطها بحاجيات سوق العمل المستقبلية.