هل يرسم المغرب ملامح مستقبله الاقتصادي والاجتماعي عبر الذكاء الاصطناعي؟

آخر الأخبار - 17-09-2025

هل يرسم المغرب ملامح مستقبله الاقتصادي والاجتماعي عبر الذكاء الاصطناعي؟

اقتصادكم_حنان الزيتوني
 

 

في زمن تتسارع فيه التحولات التكنولوجية ويزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي كرافعة اقتصادية وجيوسياسية، يبرز سؤال السيادة الرقمية كأحد أهم رهانات القرن الواحد والعشرين. فبين الحاجة إلى التموقع ضمن خارطة الابتكار العالمية، وضمان شمولية التحول الرقمي داخليا، يصبح من الضروري التفكير في نموذج مغربي متكامل يزاوج بين الطموح التقني والعدالة الاجتماعية.

الذكاء الاصطناعي كرهان استراتيجي 

في هذا السياق، أكد الباحث والكاتب المغربي عز الدين بناني، صاحب كتاب "الذكاء الاصطناعي في المغرب؟ السيادة، الشمولية والتحول النسقي" (2025)، أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح رهانا استراتيجيا يعكس مدى قدرة الدول على تحقيق استقلالها التكنولوجي ورسم مستقبلها الاقتصادي والاجتماعي.

وقال عز الدين بناني، المتخصص في الاستراتيجية والتحول الرقمي، في تصريح لموقع "اقتصادكم" إن "الكتاب ثمرة أكثر من أربعين سنة من الخبرة الأكاديمية والمهنية، ويقترح خارطة طريق للذكاء الاصطناعي في المغرب تمتد حتى سنة 2030، تستند إلى مقاربة نسقية تربط التكنولوجيا بالسياقات الوطنية وتطبيقاتها العملية في مجالات حيوية مثل الصحة، النقل، التراث، الاقتصاد غير المهيكل، الرياضة، والمالية الرقمية عبر مشروع الدرهم الرقمي."

السيادة الرقمية 

وأضاف بناني، أن "تحقيق السيادة الرقمية يجب أن يكون في صلب الأجندة الوطنية، عبر جعل حماية البيانات واستقلالية البنية التحتية الرقمية من الأولويات، مع العمل على تعميم الاستفادة من التحول الرقمي ليشمل كل الفئات الاجتماعية، ما يفرض اعتماد سياسات عمومية دامجة."

ودعا بناني إلى "تشجيع البحث العلمي المغربي في مجال الذكاء الاصطناعي، على أن يكون بحثا سياقيا يستجيب للتحديات المحلية، بدل الاكتفاء بنقل نماذج جاهزة من الخارج." كما شدد على أهمية بناء شراكات إفريقية ودولية تمكن المغرب من تعزيز موقعه كفاعل محوري في الدبلوماسية التكنولوجية بالقارة.

ويرى الكاتب أن الذكاء الاصطناعي ينبغي ألا يختزل في كونه غاية تقنية، بل يجب النظر إليه كأداة لتقوية الذكاء الجماعي، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإحداث تحولات ثقافية واقتصادية عميقة، تخدم مشروعا مجتمعيا مغربيا إنسانيا ومتين الجذور.

وأورد بناني أنه في زمن تتزايد فيه التحديات ويشتد فيه التنافس حول الريادة التكنولوجية، يبرز هذا الطرح كنداء صريح لإعادة التفكير في موقع المغرب ضمن خارطة الذكاء الاصطناعي العالمية، انطلاقا من الذات وبأدوات السيادة، نحو مستقبل رقمي عادل ومستدام.