اقتصادكم
قفز سعر الذهب صباح الأربعاء إلى مستوى قياسي لم يسبق له مثيل، متجاوزا عتبة 4000 دولار للأوقية، في مؤشر جديد على تزايد إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة وسط حالة عدم اليقين الاقتصادية والسياسية العالمية.
وبحسب بيانات التداول في السوق الآسيوية عند الساعة الثالثة بتوقيت المغرب، بلغ سعر الذهب 4001.11 دولار للأوقية، مسجلا ارتفاعا يزيد عن 50% منذ بداية العام الجاري، بعد أن صعد المعدن الأصفر سابقا إلى 3997.09 دولار في المعاملات الفورية، و4020 دولار في العقود الأميركية الآجلة تسليم دجنبر.
ويعود هذا الارتفاع القياسي جزئيا إلى توقف أنشطة الحكومة الأميركية، إضافة إلى توقعات بصدور تخفيضات إضافية في سعر الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما عزز الطلب على الذهب باعتباره مخزنا آمنا للقيمة في أوقات الاضطراب المالي.
كما ساهمت عوامل أخرى في دفع الأسعار نحو الأعلى، منها مشتريات البنوك المركزية وتجدد الاهتمام بصناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، إضافة إلى تراجع قيمة الدولار الأمريكي، وقوة الطلب من المستثمرين الأفراد، فيما أشار محللون إلى أن “الخوف من تفويت الفرصة” سرع من وتيرة الشراء.
ولطالما اعتُبر الذهب الملاذ الآمن بامتياز، حيث يحافظ على قيمته الجوهرية رغم عدم توليده عوائد مالية مباشرة، ما يجعله خيارا مفضلا خلال الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية. وقد شهد المعدن ارتفاعات تاريخية سابقة، منها تجاوز الألفي دولار في غشت 2020 خلال جائحة كورونا، والانتقال إلى 2500 دولار في غشت 2024، ثم 3000 دولار في مارس الماضي، و3500 دولار في شتنبر من نفس العام.
كما سجلت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملموسة، حيث ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.5% إلى 48.03 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 2.2% إلى 1653.21 دولار، والبلاديوم 1.3% إلى 1355.32 دولار للأوقية، ما يعكس حالة عامة من الطلب على المعادن الثمينة وسط موجة المخاطر الاقتصادية العالمية.