الشطر الثالث والثلاثين من الفصل : الشيطان موجود في التفاصيل للرواية أراضي الله

لايف ستايل - 03-04-2024

الشطر الثالث والثلاثين من الفصل : الشيطان موجود في التفاصيل للرواية أراضي الله

اقتصادكم

 


ماذا أفعل الآن كي أحصل على المال وكي أحافظ على احترام الأصدقاء؟ لم تكن أمي تشك للحظة أنه بحرقها لسينما الكرتون، أحرقت في نفس الوقت سيادتي على جيل كامل، يرى فيّ معلمه ومخلصه وقائده الروحي. لم تكن لتفهم أنه بفعلتها تلك، أصبحت قائدا فاشلا، جنرالا بلا فيلق وبطلا بلا قصةᴉ وأنه لكي أستعيد عرشي سأكون مضطرا لابتكار حيل جديدة تمكنني من إغراء المتسكعين.

 ماذا أفعل؟ كبر الأولادᴉ أصبحنا جميعا في الرابعة عشر. والترقيعات الصغيرة لم تعد تؤتي أكلها. لكل عمر إغراءاته، ونقط ضعفه، فرحه وخاصة حيلهᴉ وفي الحي المحمدي كان يجب أن تكون لي هيمنة مسبقة على الآخرين لكي أضع يدي على السوق. خلاف ذلك، لا يستحق العناءᴉ إذا كنت ستفعل مثل الآخرين، ستبقى المسكين المثير للشفقة، الذي يتأخر دائما في رد الفعل، بينما المجال المتداول بيننا لا يتعدى الدقيقتين. دقيقتين بساعة اليد لجز العشب تحت أقدام المتبارين الأنداد. وقد كانوا بأعداد كبيرةᴉ دقيقتين لتجد التركيبة الصحيحة أو تنتهي. حيت يصبح المنسيون جزءا من القمامة المثيرة للاشمئزاز. ستدفن حيا ويبصق على قبرك المتعفن أو يلقى بالقمامة كل يوم فوق جسدك الذي سيبدأ بالتحلل. 


 أسبوع لتنسى، ليهدأ المتبارزون، الوقت اللازم لاختراع فكرة جديدة واستعادة حقك في السوق المحليᴉ ستة أيام فقط، خلق الله العالم في ستة أيام، وفي اليوم السابع ما من راحةᴉ تلك هي اللحظة المناسبة للفتح، لتعلن نفسك من جديد صاحب السيادة ببيتكᴉ في سن الرابعة عشر، تلج بكل ثقلك في حياة جديدة، التي هي حياة الراشدين بما تحمله من مخاطر ومن مغامرات. الغنائم الصغيرة لم تعد كافيةᴉ يجب اللجوء إلى لعب أكبر، أن تصبح مخيفا ومحترما، أن تحكم بدون منازعᴉ ماذا أفعل؟ أروج الحشيش؟ الجميع يفعلون والحبس لم يكن مكانا نحب العبور منه. أتقمص دور القواد؟  ذلك لم يكن مناسبا لنا، كنا نحترم النساء كثيرا ونحبهن حبا مقدسا، لم نكن لننحدر إلى هذا المستوى الدنيء. العودة بشكل جديد إلى بيع السجائر بالقطعة؟ لم يكن عملا كافيا ولا كان عملا سهلا. ما العمل الذي سيمكنني من سد الثغرة ومعالجة الأمر؟ 

أسبوع قضيته في اجترار الماضي لأجل بناء المستقبل. حتى تلك اللحظة التي استلم فيها علي شريطا إباحيا من أحد الزملاء. جاء الحل من تلقاء نفسه: استنساخ مئات الأشرطة وإغراق السوق ليستمتع الجميعᴉ كانت تلك هي المضاجعات الكبرى الذهبية التي تحدث عنها صديقنا جيم موريسون، الذي مات في السابعة والعشرين من عمره، والذي كنا نستمع طوال الوقت إلى ابتهالاته كما لو كانت تعدنا لمواجهة عبثية هذه الحياة. تهدي للجميع دروسا في المتعة من طرف متخصصين في الجماع. تظهر للنساء مدى سمو أجسادهن ويجب عليهن الاستمتاع بها حتى النخاعᴉ تخبر الرجال بأن النساء متعطشات ويجب مضاجعتهن حتى الموت امتنانا لكونهن يحملننا في بطونهن. 

ولأجل الذين لا يتوفرون على مشغل فيديو، كان يجب تنظيم حصص من المشاهدة الجماعية بعشرة دراهم عند أحد الزملاء كما هو الحال في دور السينما، غير أن هنا عند صديقنا، يكون لك الحق في إخراج عضوك ومداعبته أمام المجموعةᴉ كان هذا أكبر اكتشاف وأفضل حيلة لكنه عمل لا يخلو من المخاطر، صحيح أنه لم يكن معرضا للمراقبة مثل عمل مروجي المخدرات لكنه كان أكثر خطورة لأنه هنا يمكن أن يغفر لك أن ثلوث رئتيك بتدخين الحشيش ولكن أن تذهب إلى تدمير أعضاءك التناسلية، هذا ما لم يكن مقبولا. حالما يتعلق الأمر بالجسد كل الحريات كانت وتبقى تعتبر جرائم خطيرة يعاقب عليها بالسجن لعدة سنواتᴉ لكن علي كان يعرف كيف يتصرفᴉ التعليمات كانت جدا بسيطة، ألا تخاطر أبدا، أن تقوم بفرز الزبائن سرا، أن يتم حفظ السر بشكل طقوسي. 

وهذا كان هو شعار الشركة الجديدة بيني وبين علي. كانت الأعمال تسير بشكل جيد، والجميع يضحكون وهم يتحدثون عن الشركة الجديدة للسعادة اللعابية والأصحاب في الثانوية لا يرون غير النار. وقد كنا محظوظين بشكل كبير أن الأعمال انطلقت في نفس الشهر الذي توفيت فيه جدة علي كي نرث أجهزتها والتلفزيون، الفيديو وكل وسائل الرفاهية. يا لها من صفقةᴉ هذه الشركة كانت مباركة وموت الجدة كان بمثابة إشارة تشجيع من الله شخصيا، حيث منحنا الضوء الأخضر لأجل التفريغ الجنسي الكبيرᴉ لكننا كنا نعلم على نحو أعمق، أن القدر لعب لعبته من قبل، ومن الواجب انتظار عجلة الربح تمر بمحاذاة أنوفنا، دونما اهتمام برؤوسنا الغبية.