اقتصادكم
إجمالا، هم يندمون على كل شيء، ويعيشون مع ثقل أوزار ألحقت بهم لكنها تطهرهم كما لو أنها كانت خطاياهم. لا، لا يجب أن تكلمونا عن النسيان، نحن نرفضه، سنعيش رغما عنه ضده، لكي تظل الذاكرة جرحا مفتوحا ينزف، يفرز صديده، سنتعايش مع ألمه ونسامح لأننا الوحيدون الذين لايزال بإمكاننا أن نسامح.
الوحيدون لأننا تجاوزنا درجات الألم، عشنا كل العذابات وما تبقى من الحياة لا يلتئم. لا، نحن جدا محصنون اليوم حتى أن الحياة لا تزال تصر على أن تذيقنا من كل صنوف الألم. نحن جدا أشداء حتى أن الأيام لا تزال تجرب فينا حمقهاᴉ نعمᴉ نحن كنا فئران تجارب الألم المجاني، واليوم نحن لا زلنا كذلك لأننا نغفرᴉ مات سعيد الذي عذبه أهله ودعسته سيارة، أمه مازالت تجوب حمقاء ونصف عارية، تقضي حاجتها على نفسها، أما أبوه فلا أحد يعلم مكانه، والصغيرة سعاد أخت سعيد والتي كان يناديها "عيوني "انتهى بها المآل في الإصلاحية بعد عدة سرقات. يا له من سجل عائليᴉ الله وملائكته الذين يسجلون كل شيء، ألا يشعرون ببعض الألم وهم يراجعون هذا السجل؟ أو أنهم يوم الحساب، سيتخطون الفصل المتعلق بسعيد وأمه؟ والأهم عدم التحدث عن سعادᴉ فقط لأجل المغفرة ولأجل الأجيال القادمة، هذا هو ملخص الرحلة الرائعة لفتاة بين الشوك.
كانت سعاد في الرابعة من العمر عندما تم شطب أخيها سعيد من على وجه الأرض بالدرب، بفضل الله وبفضل والده، الرجل الذي فر بسرعة البرق. الأم التي فقدت عقلها، نسيت أن لها ابنة صغيرة يجب إطعامها، لأن ذلك هو كل ما كان يتوجب فعله، إطعام الصغار بأي شيء يقع تحت أيديهم، عدا ذلك ليس مهما، حيث لا معنى لهذه الكلمات التي يجهلون وجودها، من قبيل تربية وتعليم وتنشئة وحماية. عندما يكون عندك أطفال هنا فإن المبدأ الأساسي لنموهم هو الصفع والشتيمة معا، وهما متلازمان دائما أبدا فلا وجود لواحدة بغير الأخرى.
وأنا صغير، شاهدت جاراتنا يقرصن صغارهن الرضع ذوو الستة أشهر، حتى ليكدن يقتلعن جلودهم، أقسم بذلك أمام الله. ما يثير غضبي هو أن الله ينظر إلى ذلك كما لو أنه كان فيلما ويبتلعه بسهولة، كمتفرج لا ينبغي إزعاجهᴉ في الشارع اليوم رجال ونساء يضربون أبناءهم دون محاسبة. نعم، هذه هي الكلمة، يسقطون غضبهم وإحباطاتهم على أجساد ذريتهم أمام الجميع، وإذا تجرأت على التدخل بسبب قلبك الهش، سمعت الجملة السحرية: " ادخل سوق راسك"، ما يعني باللغة الفصحى" اهتم بشؤونك". ما يعني أن الأطفال متروك أمرهم لآباء مرضى وليس في إمكان أحد أن يفعل شيئا.
بالنسبة للكثير من العائلات يعتبر الأطفال مجرد مشاغبين يجرونهم خلفهم وهم نادمون على أنهم أنجبوهم لأنهم لم يعرفوا كيف ينكحون دون الوقوع بالحمل. والرجال يجب ان تراهم يتفاخرون، الجميع مصابون بالقذف السريع. فخورون بأدائهم القذر. حتى أن منهم من يأتون إلى المقهى صباحا، يحكون لأصدقائهم عن دقيقتين من المضاجعة مع زوجاتهم. تتخيلون التنفيس الحميم حول براد شاي بالنعناع وتدخين سجائر التبغ الأسودᴉ مضاجعة في دقيقتين، بما في ذلك قلع الملابس والمداعبة التي تتوقف عند جمل من فصيلة: أفردي فخديك، تنحي، دوريᴉ دقيقتين بالمعنى الحرفي، لمنح الحياة لحسن، سي محمد، علي، خالد، عايشة، نادية...دقيقتان تصبحان في الغد حديثا طويلا، يتفاخر فيه الذكور بكونهم أطلقوا سراح السدادة بسرعة:" تعرف، كان ذلك سريعا، دخول سريع وخروج سريع، ثم لا تعود إليه ".
بالتأكيد لن تعود إليهᴉ هي لا تشعر بشيء، غير أير صلب مختون بشكل سيء يخدش جدار مهبلها، والمرأة المسكينة تظنه كذلك النكاحᴉ وهكذا تحكي من جهتها عن فحلها العجيب: " ليس عنده سوى المباشرᴉ يضعه وبسرعة يقذفᴉ" "واوᴉ تكذبينᴉ رجلي يرى فقط عورتي، بسرعة أحس ماءه يسري ساخنا في داخليᴉ" وهكذا الجميع سعداء. هو يظن نفسه الأكثر فحولة بين أبناء جنسه وهي تظن نفسها صاحبة المؤخرة الأكثر إمتاعا في العالمᴉ ولما لا؟ إذا كان الجميع سعداء؟ لكن لا، ليسوا كذلكᴉ الرجل مباشرة بعد القذف يطلب من زوجته، أن تقوم وتجلب له المرمدة لكي يدخن سيجارته الفافوريت أو كازا سبور وفي أحسن الأحوال الماركيز ولما لا الأمريكيةᴉ إنها الحياةᴉ أكبر متعة في الوجودᴉ الكل يعتمد على شتيمة صغيرة بهدف إضحاك البقرة السمينة.
يتبع...