اقتصادكم
تفتح لنا حجيبة، تشير علينا بالدخول وهي تمد ذراعها وترحب بنا بصوت مغنج، ومعسول، لم يعجبني، حتى انني لم أحب طريقتها في الترحاب وهي تميل بشكل مثير للشفقة، " ادخلوا، ماذا هناك؟ " لم أحب هذه الجملة، وقد فهمت ما ترمي إليه.
أدخلوا أولا ثم ماذا هناك بعدها، لم أستطع أبدا ان أفهم هذه الطريقة في الترحيب. من الواجب أولا أن تسألنا لماذا نحن هنا قبل أن توجه لنا طلب الدخول إلى المكان. تفعل العكسᴉ وهي تبدو كدجاجة مذبوحة تترنح باحثة عن رأسها. كنت استاء من الأمر، في كل مرة أظل متسمرا يسيطر علي التردد وكان ذلك يستغرق دقائق طويلة قبل أتمكن من التخلص منه، وطبعا هذا الإحساس كان يضيع علي فرحتي بالوصول الى معبد المتعة هذا.
كان علي يحب أن يمرر إصبعه بين ردفيها ونحن ندخل، حجيبة كانت تحب ذلك، في هذه الأثناء تخرج عايشة صاحبة الدار من خلف ستارة، مرتدية قفطانا أزرقا لترحب بنا بدورها، "ادخلوا يا أبنائي، جاءكم الخير ". أنت على حق أمي عايشة، نحن هنا من أجل البحث عن الخير الكبير الذي تجودين به علينا. وتهم الام عايشة بأخذ الكرتونة بيدها اليسرى، لأن يدها اليمنى مشغولة بسبحتها التي لا تفارقها حتى ونحن نمتطيها.
- أرني ماذا لديك هنا، أهلا أهلا، مضى زمن طويل يا إبني، اليوم سنحتفل بك، تقول لي.
- أنا هنا لأجل هذا أمي عايشة. مضى أسبوع، اكتفينا بهزها في الظلام، هكذا أفضل، لكنها لم تذهب سدى
- أرني ماذا تخفي عني أنت أيضا؟ تقول لصديقي، تقتص منه بدوره.
وبخفة تبتلع الأم عايشة ما خفي بسحابي كما يبتلع الثعبان بيضة.
- أصبحت رجلا أنت، لم تعد بحاجة لأن تتعلم شيئا.
نعم أمي عايشة، لو تعلمين إلى أي حد أصبحت رجلا، لا شيء يشغلني أكثر من مضاجعتك، أريد أن أكرمك، أن أركع قبالتك لأعبر لك عن حبي وتقديري واحترامي، أن التصق برأسي على الأرض، أصلي لفرجك، وأتوسل نعمته، باركيني أيتها الأم، باركي قضيبي، امنحيه القوة ليخدمك حتى نهاية العمر، امنحيني مباركتك يا سيدة المتعة لكي أستمتع بكل النساء على ظهر البسيطة، أيتها الأم، أريد أن أكون ضحية القضيب المقدس، أن أكون إله الحب وعبده. يا أيتها الأم، أريد أن أقابل ديونيس وأحدثه عن الحياة الداعرة والعالم العاهر والأرض التي لا تمل من الغوص في الملذات.
تترك الأم عايشة عنقودي، وتدعونا إلى الطاولة حيث ينتظرنا شاي منسم وحبات اللوز الطازج لكي يزودنا بالقوة. " فكرت في كل شيء، الأم عايشة، يا لها من امرأة ". يهمس لي علي، حبات اللوز محمصة بشكل خفيف لكن حلوة وطرية وملائمة لشرب الشاي المنسم الذي قدمته لنا حنان. هذه الأخيرة كانت رائعة الجمال، بل كانت أجمل حريمي، تكاد تجزم أنها جنية هبطت من الجنة على الأرض لبعض الوقت، تقدح من جسدي تعبا جميلا وهي تعصر كنهه المخبأ. كانت المفضلة لدي بحيث لم أكن أريد غيرها في هذا المهجع. بالتأكيد أمي عايشة كانت هي الأساس، كانت بمثابة مدرسة الحياة الثمينة، التي لم يكن بمقدوري نسيانها، وكان يجب علي في كل مرة تكريمها بأجمل دعاء. كما على كل النساء اللواتي أسعدتهن بعدها أن يدعين لروح أمي عايشة التي من المرجح أنها تعطي دروسا قيمة في الآخرة عن فن الحب.