اقتصادكم
هراءᴉ ما من جحيم سوى هنا والآن، على الفور وبلا تأجيل، كان ليصرخ هذا اللقيط أسيزᴉ هنالك في الآخرة، ليس سوى الفراغ المجيد، امتداد لا لون له، لا نكهة له، لا ظل له، لا أفق له، لا حسابات، لا خلافات، لاحب، لا كره، لا روابط، لا شيءᴉ مجرد سباق بطيء لانهائي نحو اللامكانᴉ طريق الخلق العظيم الذي يبتلع حلقات الزمن ويفجر الفضاء إلى مليارات من الجزيئات الصغيرة، التي هي أيضا لا نهائية ومستقلة عن بعضها البعض.
هذا هو العالم الآخر ᴉ تجوال أبدي في الكون بأي شكل كانᴉ سواء جرم صغير تجرفه النيازك التي تواصل حجها المقدس في درب التبانة، ما عدا هذا، ليس سوى أوهام ورموز فيها الكثير من التنظيم لكي تكون ذات مصداقية ᴉ في اليوم الذي قرأ فيه حسن بعض الآيات من العهد القديم، بعد صفحتين قال لي: " هذا يشبه كثيرا فيلما من أفلام الخيال العلمي، ألست متفقا معي؟". هذا ليس سيناريو مثير من توقيع ويس كريفن أو ويليام فريدكن، هذا مجرد فيلم رديء من توقيع مجهول. مجرد قائد للاّ شيء على الإطلاق والذي جعل صانعه يعتقد بأنه أبدع تحفةᴉ "هذا ما أعتقد"، صرخ حسن. ولكن نظرياتنا عن التقاة والصالحين لم تنته هنا. حتى أننا كنا نعتقد أن أصدقاءنا يستطيع كل واحد منهم أن يحكي حياته في ضريح، ويجعل آلاف الزوار يبكون، لكن كل أصدقاء الطفولة كانوا أكثر جرأة، أكثر نبلا، وأكثر نقاء من كل أولئك الذين قدموا إلينا عبر الكتب، أولئك المرضى العقليين في لباس الكهنة أو بالجلابيب الذين يتمتمون ببعض الشذرات والجمل ويفكرون في تغليف العالم بالأسرار.
بدءا بسعيد، الأخ الأصغر لحسن، إلى جانبه يبدو جان باتيست مجرما قادما من أحد الأحياء اليهودية بمدينة كبرى ملعونةᴉ أتصور أن هذا الطفل كان أكبر خطأ في الخليقة. ما كان على الله أن يسمح بقدومه إلى العالم. مروره عبر دروبنا، كان شهادة مصادق عليها مختومة ومحررة أن الله فقد عقله ببساطةᴉ حدث ذلك سنتين بعد مغادرة حسن، يوم خرج سعيد عاريا مثل دودة يجري في الشارع برأس كبير يشبه اليقطينة.
الوجه مغمور بالدم الأحمر القاني، يثير الغبار خلفه كمذنب انحرف عن مساره. بعد دقائق من الجري بلا وجهة، اتخذ جسده ألوانا أقل ما يقال عنها غريبة، كان لونه بين الأصفر والأحمر، الجلد مخطط بآثار الدماء المتجلطة وعلامات الضرب بواسطة الحزام التي تلقاها دقائق قبل ذلك. ما من كلمات تصف هذا المشهد. حتى المتلبدين الذين لا إحساس لهم في الحي أفزعهم ما رأوه.
صورة جهنمية إلى أقصى حد، لم ترد في كتاب ولا عرض لها وصف. الرعب في أسمى حالاتهᴉ حتى تلك الصورة التي التقطت مشهدا من حرب الفتنام والتي تصور فتاتا صغيرة على طريق بين حقلين وقد اشتعل جسدها بالنيران، وذراعاها تلوحان في هذيان لا اسم له. حتى هذه الصورة لا تعادل وجه سعيد عندما توقف وقد التصق أنفه بالأوتوبيس وقد كاد يسحقه.
يتبع..
