حكاية علامة- "أولماس"... المياه الذهبية

لايف ستايل - 30-03-2023

حكاية علامة- "أولماس"... المياه الذهبية

اقتصادكم

لطالما كانت الروائح والألوان محفزا قويا للذاكرة، تلك المنظومة العصبية المعقدة، التي تتحكم في سلوك المرء، فلبرهة من الزمن، تنقله ذكرى جميلة من حالة حزن إلى فرح، بشكل يثير الدهشة. للعلامات التجارية أيضا ذلك التأثير، إذ يكفي مطالعة إحداها، حتى تتهاوى أدراج العمر ويعود شريط الحياة بتفاصيله الحلوة والمرة إلى الوراء.

علامات مثل "جرما" و"لاسيكون" و"أولماس" و"ستيام"، طبعت حياة المغاربة، ورافقتهم خلال محطات حياتهم المختلفة، وشكلت موضوع كتاب جامع حول قيمة العلامة وتأثيرها في المجتمع، حمل اسم "براند يور موروكو"، ضمن سلسلة لغات الجنوب، إذ يستعرض جون نويل كابفيفير، الخبير الفرنسي في العلامات التجارية، أبعادا جدية للعلامات، لا تقف عند حدودها التجارية المعروفة، بل تتعداها إلى ما هو أبعد من ذلك، باعتبارها صورة للدعاية والانفتاح الثقافيين على الخارج.

تمكنت "أولماس" من ترسيخ مكانتها في سوق المشروبات الغازية على مدى ثمانون سنة، تاريخ القنينة الزرقاء يعود إلى عهد الحماية، حين اكتشف الفرنسيون نبع "لالة حيا"، فاستفز ماء النبع المحللين والعلماء خلال تلك الفترة، فتمت مقارنته من قبل أطباء بمياه غازية أخرى، مثل "بيريي" و"فيشي"، لتتناسل التقارير حول منافعه وجودته، إذ أعلن "أولماس" ماء استثنائيا، طبيعي وغازي، ومعدني مثالي.

استطاع المقاول الراحل عبد القادر بنصالح آنذاك، استخراج المياه الغازية على عمق 552 مترا، وتعبئة قناني تتراوح سعتها بين 25 سنتلترا و90، وأسس لعلامة تجارية فريدة، سرعان ما حققت الريادة في السوق، وصارت شريكا للوجبات اليومية، على موائد المغاربة طيلة سنوات عديدة.

نسجت "أولماس" علاقة وثيقة مع الزبناء، وأطلقت في 2001 منتوجا "خفيفا"، سرعان ما استأثر باهتمام واسع في صفوف المستهلكين، فيما تم تحفيز الطلب كذلك، عبر الاستثمار في الجودة، من خلال شهادة نظام تدبير الجودة "إيزو 9001"، وكذا شهادة تأمين المواد الغذائية "إيزو 22000"، الأمر الذي انعكس إيجابا على المبيعات، التي تطورت منذ 1980 على أساس سنوي بزائد 12 %.

واستثمرت "أولماس" في علامتها التجارية التي لم تتغير منذ 1930، إذ تزاوج بين اللغتين العربية والفرنسية، فيما مكن انفتاح العلامة على محيطها، من ترسيخ مكامتها مقاولة مواطنة، إذ تدير مجموعة من الحملات الاجتماعية، خصوصا تلك التي تستهدف تعليم أبناء أجرائها.

وتظهر كرونولوجيا تطور العلامة في السوق، إلى تأسيس الشركة المسوقة "المياه المعدنية أولماس" في 1933، بعد ثلاث سنوات على اكتشافها، وإطلاق القنينة الخضراء في 1990، بسعة تراوحت بين 20 سنتلترا ولتر واحد، وكذا ابتكار القنينة "PET"، التي تتراوح سعتها بين 50 سنتلترا ولتر واحد في 1998، قبل الإعلان عن المنتوج "الخفيف" في 2001، لتتوالى الابتكارات، التي كانت آخرها في 2013، من خلال قنينة 33 سنتلترا.