حكاية- علامة "فلاش".. متعة المشاركة

لايف ستايل - 29-03-2023

حكاية- علامة "فلاش".. متعة المشاركة

اقتصادكم

لطالما كانت الروائح والألوان محفزا قويا للذاكرة، تلك المنظومة العصبية المعقدة، التي تتحكم في سلوك المرء، فلبرهة من الزمن، تنقله ذكرى جميلة من حالة حزن إلى فرح، بشكل يثير الدهشة. للعلامات التجارية أيضا ذلك التأثير، إذ يكفي مطالعة إحداها، حتى تتهاوى أدراج العمر ويعود شريط الحياة بتفاصيله الحلوة والمرة إلى الوراء. 

علامات مثل "جرما" و"لاسيكون" و"أولماس" و"ستيام"، طبعت حياة المغاربة، ورافقتهم خلال محطات حياتهم المختلفة، وشكلت موضوع كتاب جامع حول قيمة العلامة وتأثيرها في المجتمع، حمل اسم "براند يور موروكو"، ضمن سلسلة لغات الجنوب، إذ يستعرض جون نويل كابفيفير، الخبير الفرنسي في العلامات التجارية، أبعادا جدية للعلامات، لا تقف عند حدودها التجارية المعروفة، بل تتعداها إلى ما هو أبعد من ذلك، باعتبارها صورة للدعاية والانفتاح الثقافيين على الخارج.

رسمت العلكة، باعتبارها منتوجا استهلاكيا يوميا، ينتمي إلى فئة منتوجات الحلويات الصغيرة، تاريخها الخاص في المغرب، من خلال علكة "فلاش"، المميزة بألوانها الصفراء والحمراء والخضراء، والتي رسخت مكانتها علامة مرجعية في السوق، تحيل على متعة المشاركة والطعم المميز، فيما يتيح شكل وحجم العلبة، سهولة الحمل والاستخدام.

وبالعودة إلى التاريخ، دخلت العلكة إلى السوق المغربي في 1940، بالتزامن مع مرور الجنود الأمريكيين من المغرب، قادمين من خلف المحيط الأطلسي لمواجهة المد النازي، لتتقاسم بعد شركتين سوق العلكة، يتعلق الأمر بـ"أميركيان شوين غام كومباني" و"مغرب شوين غام كومباني"، وهي الشركة التي شرعت في إنتاج العلكة برخصة أمريكية، إذ قررت في 1965 إنشاء وحدة إنتاجية في إسبانيا، وأطلقت علامتها الجديدة "فلاش وندرمانت"، التي لم تظهر إلا بعد 13 سنة في المغرب.

وفي فاتح يناير 1979، تاريخ انتهاء صلاحية الرخصة الأمريكية، اضطر المصنع المغربي إلى العودة إلى علامته الإسبانية الخاصة، التي شرع في إنتاجها من قبل "مغرب أندستريز"، الاسم الجديد لـ"مغرب شوين غام كومباني". 

وبناء على هذا التغيير، تحول "شوين غام وندرمانت" شيئا فشيئا إلى منتوج مغربي، وعلامة مرجعية، مميزة بألوانها وطعمها، الذي لم يتغير على مر السنين.

وتسوق علكة "فلاش وندرمانت"على نطاق واسع في شكل شرائح ملفوفة، مقابل درهم واحد بالنسبة إلى العلبة التي تحوي خمس شرائح، وبالتالي فالمنتوج متاح لجميع فئات المستهلكين، ويمكن حمله إلى أي مكان واستهلاكه خلال أي وقت، فيما ركزت الحملات الإشهارية الخاصة بالعلكة على مزايا المشاركة، إذ يمكن شكل العلبة والشرائح، مشاركة الطعم مع مستهلكين آخرين، وهو الأمر الذي أظهره التعليق الثابت لإعلاناتها، "فلاش، جيم، جو بارتاج".